- قررت شبيبة حزبكم «العدالة والتنمية» إطلاق حملة وطنية للأخلاق نهاية الأسبوع الجاري من مدينة القصر الكبير. فهل الأمر يتعلق بحملة وطنية للأخلاق أم بحملة انتخابية تحت غطاء أخلاقي؟ < أولا هذه حملة وطنية للأخلاق ولا تندرج تحت أية أجندة انتخابية. وقد اعتدنا في الحزب أن ننظم حملات وطنية منذ سنوات حول محاور متعددة، منها المواطنة والعلم والشباب... واخترنا هذه السنة محور الأخلاق تحت شعار «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا». -وهل تعتقدون أن أخلاق المغاربة مهددة إلى حد أن الأمر يتطلب حملة وطنية للأخلاق؟ < نحن ننطلق من كون بلدنا له حضارة عريقة وقيم مميزة له. ودرونا، كمنظمات شبابية، أن ننمي هذه الأخلاق ونرسخها لدى الأجيال الصاعدة، ومنها الشباب، خاصة وأننا نعيش في عالم انتفت فيه الحدود الثقافية والاقتصادية والسياسية. ونعتقد أنه أصبح مطلوبا منا اليوم أن نتفاعل مع العالم من حولنا بطريقة إيجابية مبنية على الالتزام بخصوصيتنا وأصالتنا مع الاستفادة، في الآن نفسه، من منجزات العصر. - اخترتم مدينة القصر الكبير، التي عرفت حفلا للشواذ جنسيا، كنقطة انطلاق لحملتكم حول الأخلاق. هناك من يقول إن اختيار هذه المدينة هو رد عملي على «نداء الدفاع عن الحريات الفردية». ما هو تعليقك؟ < اختيارنا للقصر الكبير جاء لاعتبارين اثنين: الاعتبار الأول هو أن هذه المدينة من المدن الكثيرة في المغرب التي ترمز إلى قيم المحافظة، وهو الأمر الذي نعتز به لأن أهل هذه المدينة استطاعوا أن يزاوجوا بين الانتماء إلى أصالتهم والانفتاح على معطيات العصر من غير تشدد أو انغلاق. أما الاعتبار الثاني لاختيارنا لمدينة القصر الكبير كمنطلق لحملتنا فهو أن المجلس البلدي لهذه المدينة يرأسه حزب العدالة والتنمية الذي يدعو في برامجه إلى إدماج القيم والأخلاق في مجال تدبير الشأن العام. كما سنتوقف في هذه الحملة في مدينة مراكش باعتبارها المدينة السياحية الأولى في المغرب، وذلك لنرسل رسالة مفادها أنه بقدرما نريد تطوير منتوجاتنا السياحية، نريد في الوقت نفسه أن نؤكد أننا غير مستعدين لأن نتخلى عن أخلاقنا تحت أي مبرر. والأمر نفسه بالنسبة إلى مكناس التي ستشملها أيضا حملتنا. بمعنى آخر، إننا اخترنا التوقف فيه هذه المدن الثلاث (القصر الكبيرومراكشومكناس) لأن هناك من يريد أن يجعل من هذه المدن مجرد سلعة يمكن أن تباع على حساب قيمها الحضارية. أما بخصوص ما جاء في سؤالك من كون هذه الحملة الوطنية للأخلاق هي رد على «نداء الدفاع عن الحريات الفردية»، فأؤكد أن هذا الأمر غير صحيح لأننا في شبيبة الحزب قررنا تنظيم هذه الحملة حتى قبل أن يصدر هذا النداء، ثم إننا في الحزب لا نشتغل بمنطق رد الفعل. * الكاتب العام لشبيبة حزب العدالة والتنمية