أقدمت جهات مجهولة، خلال الأسبوع الماضي، على اختطاف العديد من الأشخاص من أمام مقرات سكناهم بالقنيطرة، رجحت مصادرنا أن يكون عددهم فاق الثلاثة أفراد. ووفق معطيات حصلت عليها «المساء»، فإن عناصر بالزي المدني قامت، الخميس الماضي، باختطاف شخص في واضحة النهار، يدعى عادل، يشتغل بقطاع البناء، دون أن تستعمل معه أي وسيلة عنف، من الورش الذي كان يعمل به بمنطقة أولاد أوجيه بقصبة مهدية، بعد أن ظلت تتربص به لساعات طويلة. وفي اليوم ذاته، اختطفت نفس الجهات، التي كانت تتكون في الغالب من عشرة عناصر، وتستقل سيارتين، موظفا بمؤسسة الحسن الثاني للمهاجرين المغاربة في الخارج، بنفس الطريقة. وحسب ما كشف عنه مصدر موثوق، فإن هذه الحملة التي أحيطت بسرية تامة، ابتدأت منذ الأحد ما قبل الماضي، حين توالت الأخبار التي تفيد باعتقال العديد من الأشخاص، الذين كان البعض منهم مجهولا لدى العناصر المختطفة، التي لم تتعرف عليهم إلا بعد أن استقت معلومات من الجيران بعين المكان، إلى درجة أنها أخطأت التقدير في إحدى اللحظات، حين اعتقلت شخصا تبين لها فيما بعد أنه ليس هو المستهدف، وقد رجح المصدر نفسه، أن يكون جهاز مديرية مراقبة التراب الوطني التابع قانونيا للإدارة العامة للأمن الوطني، وراء هذه الحملة. وحسب ما أفاد به المصدر ذاته، فإن أغلب المختطفين لا ينتمون إلى أي حركة إسلامية أو تنظيم محظور، ومعروفون بطيبوبتهم وحسن سيرتهم وفعلهم للخير، ولا تبدو عليهم أي علامة من علامات التطرف والتشدد، إلا أن روايات عديدة، أكدت ل«المساء» أن هذه الاختطافات، ترتبط بوقائع حدثت منذ عشر سنوات تقريبا، دون أن تقوم بالكشف عن طبيعتها، وأن المختطفين الذين تربطهم علاقة صداقة في ما بينهم، كانوا يحضرون جلسات الوعظ والإرشاد التي توقفت مباشرة بعد أحداث 16 ماي، وحسب ما أفادت به نفس الروايات، فإن بعض هؤلاء المختطفين كان منتميا إلى تيار الحركة من أجل الأمة. وأضاف نفس المصدر أن عائلات المختطفين، بالرغم من اتصالها بمسؤولين من الأمن الولائي بالقنيطرة، إلا أنها لم تحصل منهم، إلى حد الآن، على أية معلومات تخص مكان تواجد أبنائها، ولا الجهة التي قامت باعتقالهم، مضيفا، أن الأمن أخبر عائلة أحد المختطفين بأنها الحالة السابعة التي أتت إلى مصلحة الأمن للتبليغ عن حادث اختطاف.