توفي سجين في السجن المدني في طنجة في ظروف وصفت بالمريبة بعد أن تم العثور عليه داخل زنزانته وقد فارق الحياة. ووفق شهادات استقتها «المساء» من داخل سجن طنجة، فإن السجين المتوفى، عمر الحوزي، (27 سنة)، الذي يحمل رقم الاعتقال 50.806 وجد بعد ظهر أول أمس الأحد في زنزانته في الحي «ب» بغرفة2، وقد تعرضت أجزاء من رأسه للتشوه والدماء تنهمر من أذنيه. وفي الوقت الذي رفضت فيه إدارة سجن طنجة الإدلاء بأية معلومات حول هذه الوفاة، التي تعتبر الثانية في بضعة أسابيع، فإن مصادر من داخل السجن أشارت إلى أن السجين الراحل ظل طوال الأيام الخمسة التي سبقت وفاته يدمن عدة أنواع من المخدرات الصلبة. وأضافت هذه المصادر أن السجن الحوزي، الذي كان محكوما باثني عشر عاما بتهمة القتل، كان معروفا خلال السنوات الأخيرة بمداومته على الصلاة والرياضة، غير أنه تحول بشكل مفاجئ خلال الأيام الأخيرة إلى إدمان انتحاري على مخدرات توصف داخل السجن بأنها الأكثر خطورة، من بينها مخدر مشتق من الكوكايين يطلق عليه «الروج». ويعتقد أن هذا التحول المفاجئ نحو الإدمان له علاقة بضغوط كان يتعرض لها من طرف حراس ومسؤولين داخل السجن. وكان وكيل الملك وأفراد من الضابطة القضائية وأفراد من الأمن انتقلوا إلى سجن طنجة بعد الإعلان عن الوفاة، حيث يرتب فتح تحقيق في الموضوع، في ظل انتشار خطير للمخدرات الصلبة داخل السجن. وكان سجين آخر هو يوسف الدنكر، مات داخل السجن المدني في طنجة في 27 ديسمبر الماضي، وهي واحدة من الوفيات الغامضة في السجن التي يعتقد أن لها علاقة بتناول وترويج المخدرات، فيما توفي سجين آخر بعد نقله إلى مستشفى محمد الخامس، بينما تقول عائلته إنه مات داخل السجن وتم نقله إلى المستشفى على سبيل التمويه. وتقول مصادر من داخل سجن طنجة إن عددا من الحراس متورطون في ترويج وبيع الكوكايين والحشيش، من بينهم الحارس «ع. ع»، الذي يمد عددا من السجناء بالمخدرات من أجل بيعها داخل السجن. يذكر أن مدير سجن طنجة غاب لمدة تزيد على أسبوع، في ظل أخبار تتحدث عن إمكانية عزله، في الوقت الذي تشهد فيه الأوضاع الأمنية والأخلاقية داخل السجن تدهورا غير مسبوق.