أثار صدور كتاب الصحفي والضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، شموئيل سيكًي?، موجة اهتمام إعلامي موسع في الشرق الأوسط وأوربا والولايات المتحدة، واهتمت مجموعة من التقارير الصحفية الصادرة من فلسطين وقصاصات وكالات الأنباء العالمية بترجمة أقوى مقتطفاته من العبرية إلى العربية والفرنسية والإنجليزية. وقد تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة هذا الأسبوع بالتحليل مضامين كتاب «الرابط المغربي»، وأفردت قراءات كثيرة لكتاب وصحفيين كان أبرزهم محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة «يديعوت أحرنوت» رونين برغمان، الذي أعاد ترتيب مسلسل تهجير اليهود المغاربة منذ سنة 1955، حين أمر رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون، رئيس الموساد، إيسار هارئيل، بإقامة شبكة عمليات داخل المغرب أطلق عليها اسم «مسغيرت»، وعيَّن شلومو حافيلوف قائداً لها واتخذ من باريس مقراً له. كتاب «الرابط المغربي»، يكشف أيضا تفاصيل خطة سرية اقترحها أحد عملاء الموساد، كانت تقضي باغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر خلال زيارته الرسمية للمغرب بواسطة عبوة ناسفة في سريره أو إرسال مزهريّة له تحتوي على متفجرات، وهي الخطة التي رفضها رئيس الموساد، إيسار هارئيل، في وقت دفع فيه الإسرائيليون 250 دولاراً مقابل كلّ يهودي مغربي مهاجر، بما مجموعه 20 مليون دولار في مقابل 80 ألف يهودي تم تهجيرهم سرا من المغرب باتفاق مع القصر وبتنسيق مباشر مع الجنرال أوفقير وأحد وكلاء الموساد. وقد نقل ذات الكتاب تفاصيل التعاون الأمني والعسكري بين الرباط وتل أبيب، ومن ذلك أن المغرب طلب من الإسرائيليين المساعدة لإقامة وحدة أمنية لحراسة الشخصيات الهامة، وهي العملية التي سوف توكل إلى يوسيف شاينر، الحارس الشخصي لبن غوريون، الذي قدم إلى بلادنا، ودرب عسكريين مغاربة، تماما كزيارة رئيس الموساد مئير عاميت سنة 1963 لمراكش في عز حرب الرمال بين المغرب والجزائر، وهي الزيارة التي جاءت بمبادرة إسرائيلية ردا على وصول وحدة عسكرية مصرية إلى الجزائر لمساعدة المقاتلين الجزائريين، وقد التقى عاميت، خلال تواجده بالمغرب لتقديم «مساعدة عسكرية»، بالملك الحسن الثاني أكثر من عشر مرات بالقصر الملكي بمراكش، واستفاد المغاربة وقتها من مرشدين إسرائيليين في سلاح الجو الإسرائيلي دربوا طيارين مغاربة على قيادة طائرات ميغ-17 السوفياتية. واستنادا إلى المعطيات الواردة في كتاب شموئيل سيكًي?، فإن الحسن الثاني التقى سرا سنة 1977 بموشي دايان في الرباط، وعقد اجتماعا معه دام 4 ساعات، وبعد شهرين من الاجتماع، أعلن السادات أنه سيزور القدس، كما أن الاستخبارات العسكرية المغربية أعلمت إسرائيل سنة 1973 بأن مصر وسوريا متّجهتان نحو الحرب، لكن الإسرائيليين «لم يعالجوا المعلومة». هذا، وجاء في ذات الكتاب أن إسرائيل ساعدت المغرب على تنظيم أجهزة الاستخبارات ومراقبة بناء الجدار في الصحراء، كما باعت الرباط أسلحة عبارة عن دبابات فرنسية من طراز «اي.ام اكس-13» عبر طهران، وجهزت زوارق صيد برادارات لتحويلها إلى مراكب خفر سواحل، فيما تمكنت الموساد عام 1965 من متابعة القمة العربية التي عقدت في الدارالبيضاء واطلعت بذلك على عدم استعداد الجيوش العربية للحرب قبل يونيو 1967 بفترة طويلة.