تتأهب السلطات الهولندية لمواجهة أعمال عنف محتملة، حيث يستعد سياسي يميني متشدد لإذاعة فيلم مستفز معاد للمسلمين هذا الأسبوع يظهر فيه صورا للقرآن ممزقا. وأضافت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، التي أوردت الخبر في مقال تحت عنوان «مخاوف من أعمال عنف بسبب فيلم عن الإسلام»، أن الوزراء والمسؤولين -الذين يخشون أزمة مماثلة لتلك التي شهدتها الدنمارك عقب نشر رسوم للنبي محمد، علية الصلاة والسلام، في صحيفة دنماركية قبل عامين- عقدوا العديد من اجتماعات الأزمة وطلبوا من الجهات المعنية بمكافحة الشغب إعداد خطط لمواجهة الموقف، كما طلبوا من الرعايا الهولنديين في الخارج التسجيل مع سفاراتهم. ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان الهولندي عن حزب الحرية، جريت فيلدرز، قوله: «إنه ستتم إذاعة الفيلم في التلفزيون أو الأنترنيت مهما كانت الضغوط لكشف أن القرآن هو مصدر اللاتسامح والقتل والإرهاب». وتحاول الدبلوماسية الهولندية، حسب الأوبزرفر، احتواء الموقف والتخفيف من رد الفعل. وقد قال وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فورهيجن، الموجود في مدريد لحضور ندوة حول تحالف الحضارات لتخفيف التوتر بين العالم الإسلامي والغرب، إن حرية التعبير لا تعني الحق في إهانة الآخرين. وتابعت الصحيفة أن المسؤولين الحكوميين يأملون ألا تذيع وسائل الإعلام الرئيسية الفيلم. في أمستردام وروتردام وغيرها من المدن الهولندية ذات الأعداد الكبيرة من السكان المسلمين، قال أئمة المساجد إنهم يحتاجون إلى تهدئة الغضب المتنامي الناتج عن ما يحويه هذا الفيلم من استفزاز. ومن المتوقع أيضا، حسب الصحيفة البريطانية، أن تنظم مظاهرات من المعارضين لويلدرز من خارج الجالية المسلمة في هولندا. وقد تم، بالفعل، اعتقال عدد من نشطاء الجناح اليساري، ومظاهرات أخرى لأنصاره. كما يخطط أعضاء جماعة تطلق على نفسها اسم «إيقاف أسلمة أوربا» للسفر إلى أمستردام. وقد نقلت وكالة رويترز للأنباء عن عضو المجلس الإسلامي الهولندي عبد المجيد خيرون قوله: «إن فيلدرز يحاول ببساطة الاستفزاز، ولكنه يخشى وقوع الأسوأ إذا صنع فيلمه بالفعل، وهذا من شأنه استثارة ردود فعل في الخارج مماثلة لتلك التي وقعت بسبب الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية التي تنطوي على إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم». وكانت هولندا قد شهدت عام 2004 مقتل المخرج ثيو فان جوخ على يد شاب مغربي بعد تقديمه فيلما عن الإسلام، بتعاون مع الناشطة الهولندية من أصل صومالي إيان هيرسي علي. وظهرت في الفيلم نساء عاريات يرتدين النقاب وكتبت سطور من القرآن على خلفية صورهن. ونسبت الصحيفة إلى هيرسي علي وصفها للفيلم الذي سيصدره النائب اليميني بأنه «مستفز». وقالت الصحيفة إن مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون قال، خلال زيارة للبرلمان الأوربي في الأسبوع الماضي، إن ظهور فيلدرز في الفيلم وهو يمزق القرآن يثير الحروب والمذابح، ومسؤولية الشعب الهولندي تتمثل في إيقاف ذلك.