وجهت الفيدرالية الوطنية لمجموعات الأطر العليا المعطلة رسالة «استعطاف» إلى الملك محمد السادس، تطالبه فيها بإعمال «نظره السديد وإعطاء تعليماته السامية إلى مختلف الوزارات ومؤسسات الدولة» لإدماج أطرها التي دخلت في احتجاجات أمام البرلمان، مباشرة بعد حل مشكل المجموعة التي سبقتها في نهاية السنة التي ودعناها. وجاء في الرسالة، التي أرسلت إلى الديوان الملكي أول أمس الاثنين، أن قضية عطالة الأطر العليا ترتبط باستراتيجية الحكومات المتعاقبة في مجال التعليم ومدى ربطه بسوق الشغل. وقالت إن عطالة هذه الأطر «ضرب من تجميد طاقات هذا البلد وهدر لها»، مستعطفة إياه لإمداجها في أسلاك الوظيفة العمومية. وتعتبر مراسلة الملك مباشرة من قبل هذه المجموعة خرقا لعرف سارت عليه المجموعات السابقة في التحاور مع مؤسسة الوزير الأول. وطبقا لمصادر من داخل هذا الإطار الجديد، فإن معطليه لا ينتظرون الكثير من عباس الفاسي، الوزير الأول الحالي، «بحكم هشاشة حكومته وضعف مصداقيتها». واختار هؤلاء المعطلون الكتابة للملك بلغة عربية تميل إلى الشعرية والعاطفة، وجاء في إحدى فقراته أن «كل عاطل منا قصة مدشر وحكاية منطقة نائية في علاقتها بمسلسل التغيير والإصلاح المنشود في هذا البلد، وإدماجه وتوظيف طاقاته مساهمة في تأسيس القناعة بأن الوطن يعطي بقدر ما تمنحه». واستغل هؤلاء المعطلون فرصة مراسلة الملك ل«تجديد ولائهم لصاحب الجلالة وتعلقهم بأهداب العرش المجيد»، وهي العبارات التي كثيرا ما انتقد استعمالها من قبل النخب الجديدة، السياسية والحقوقية والاجتماعية، في التعامل مع المؤسسة الملكية. ويذكر أن هذه الفيدرالية أسست يوم 26 دجنبر الماضي، وذلك بين مجموعتين، الأولى تسمى مجموعة نجاة، والثانية تدعى مجموعة الانتصار.