قاد المدرب البرازيلي المهدي فاريا المنتخب الوطني المغربي في محطتين إفريقيتين، لكن الصدف شاءت أن تصطدم طموحاته بصخرة نصف النهائي، ففي أرض الكنانة اكتفى منتخبنا بالرتبة الرابعة وتكرر المشهد ذاته في المغرب حين خرج من الدور نصف النهائي أمام الكاميرون ليكتفي بالصف الرابع، في هذا الحوار يستحضر خوصي فاريا، المدرب الذي ارتبط اسمه بالمنتخب الوطني، اللحظات القوية من نهائيات كأس إفريقيا، ويعتبر المنتخب الحالي من أكبر المرشحين للفوز باللقب. - كنت على رأس المنتخب المغربي في محطتين إفريقيتين لكنك لم تتمكن من الظفر باللقب القاري؟ < اسمح لي أن أصحح بعض المعطيات أو أجري تعديلا على السؤال لأنني لم أشارك في محطتين إفريقيتين بل في محطات عديدة، لأن البعض ينسى سريعا المحن التي نخوضها في الأدوار الإقصائية، ليس التأهيل بالأمر الهين، أما بخصوص دورتي مصر والمغرب فلكل واحدة ظروفها بالرغم من التشابه الحاصل بينهما. - لنبدأ بنهائيات كأس إفريقيا بمصر سنة 1986؟ < لعبنا الدور الأول في الإسكندرية وحين تأقلمنا مع الجو هناك طلب منا أن نخوض نصف النهائي أمام البلد المنظم في القاهرة على ملعب استأنس به، والأكثر من ذلك أن الاتحاد الإفريقي أصدر عفوا عن نجم المنتخب المصري دون أن يستوفي مدة التوقيف لطرده في مباراة سابقة، إضافة إلى كيفية تسجيل الهدف الذي تلقاه الزاكي، عموما أعتبر خروجنا من دورة مصر مسألة مدروسة لأنه لو اجتزنا نصف النهاية سنحكم على الدورة بالفشل. - هل كانت نهائيات مصر مجرد تمرين تطبيقي لنهائيات كأس العالم لنفس السنة؟ < كنا مؤهلين لنهائيات كأس العالم بالمكسيك، وكنا قد خرجنا قبل عام فقط من نهائي الدورة العربية التي احتضنها المغرب، وكنت شخصيا متخوفا من الأعطاب لأن التشكيلة بدأت تتجانس من كثرة اللقاءات التي يخوضها اللاعبون جنبا إلى جنب، لكن الأكيد أنه من الأفضل تعديل موعد النهائيات لأنه غير ملائم خاصة إذا تزامن مع عام المونديال. - في المغرب عجزت عن تحقيق اللقب رغم أن التظاهرة أقيمت في عقر ديارنا؟ < كرة القدم غير خاضعة للمنطق وليس كل من استقبل التظاهرة في ملاعبه سيكون فائزا حتما، ضاع اللقب حين خسرنا أمام الكاميرون بنجومه الكبار، لقد أساء التحكيم إلى المباراة وتبين أن المجهودات الفردية للاعبين المغاربة لن تعطي أكلها أمام حدة الضغط الجماهيري، لاتنس أن الخصوم الذين واجهناهم كانوا من العيار الثقيل. - هل للمسألة علاقة بانتخاب عيسى حياتو الكاميروني على رأس الاتحاد الإفريقي؟ < لا أعتقد أن هناك بعض الحكام الذين يساعدون الكاميرون لأن مجرد تفحص مكونات الفريق يؤكد قوة رفاق ميلا. - كنت تتمنى تحقيق لقب قاري بمجموعة أبهرت في المكسيك؟ < إذا لم يكتب لي تحقيق لقب قاري مع المنتخب الوطني فقد حققته مع الجيش الملكي، لكن الأهم عندي هو أن المنتخب قد صنف الأول قاريا من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم والمغاربة لازالوا إلى اليوم يقفون لتحيتي بكل تقدير واحترام لما قدمته للكرة المغربية، وهذا أكبر من مجرد كأس يحتفظ به في الفيترينات. - من ترشح للظفر باللقب الإفريقي؟ < أظن أن المغرب مرشح قوي إذا اكتسب درجة عالية من الانسجام وإذا تجنب الأعطاب، أرشح أيضا المنتخب الغاني الذي يعد مرشحا طبيعيا بحكم عامل الأرض والجمهور والنجوم أيضا، والكوت ديفوار البلد الذي يلعب كرة حديثة وله أسماء عديدة في عالم الاحتراف، وجنوب إفريقيا. - هل هذه التوقعات مرتبة حسب الأفضلية؟ < بالطبع - هل يمكن لجيل الشماخ وحجي أن يتأهل للمونديال بعد أن تأهل ثلاث مرات لنهائيات كأس إفريقيا؟ < نعم، ما المانع من ذلك بعض المنتخبات لا تتوفر على نصف الرصيد البشري للمغرب ورغم ذلك تتأهل للمونديال. - العديد من اللاعبين الذين دربتهم تحولوا إلى مدربين؟ < شيء جميل أن أرى لاعبين دربتهم قد أصبحوا مدربين ناجحين كالزاكي وبودربالة والحداوي وخيري والسليماني وسهيل وحسينة وحمييد وغيرهم من الأسماء، بل إن البعض تحمل مسؤولية التسيير كالتيمومي شيء رائع فعلا.