الرباط - عبد الحق بلشكر - علمت «المساء» بأن عناصر موالية للأمين العام عباس الفاسي تخوض تعبئة قوية داخل أوساط أعضاء المجلس الوطني للحزب، المقرر عقده في 19 يناير الجاري، من أجل دفعهم إلى الدعوة إلى تأجيل مؤتمر الحزب. وأفادت مصادر «المساء» بأن تحركات قوية جرت خلال الأسبوع الماضي من أجل توجيه النقاش داخل المجلس الوطني، في اتجاه تأجيل المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات الجماعية المقررة سنة 2009، وهو ما سيسمح لعباس الفاسي بالاستمرار على رأس الحزب لعام آخر. ويأتي هذا التحرك من أنصار الفاسي بعدما باءت محاولاتهم الرامية إلى تعديل القانون الداخلي بالفشل، حيث لا يسمح قانون الحزب للأمين العام بتولي هذه المسؤولية أكثر من مرتين متتاليتين، وهو ما استوفاه عباس الفاسي. وحسب مصادر استقلالية رفضت الكشف عن هويتها، فإنه من المنتظر أن يعرف اجتماع المجلس الوطني مفاجآت وصراعات بين أنصار التمديد للفاسي، ودعاة احترام قانون الحزب. وسبق لمجلس رئاسة الحزب أن وجه رسالة إلى الأمين العام عباس الفاسي دعاه فيها إلى عقد المؤتمر الذي تم تأجيله بسبب انتخابات 7 شتنبر. وجاء في الرسالة أنه على المجلس الوطني أن ينتخب لجنة تحضيرية للمؤتمر. وحسب المصادر، فإن هذه الرسالة كانت هي السبب المباشر الذي دفع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال إلى توجيه الدعوة إلى عقد المجلس الوطني يوم السبت المقبل. وفي تعليقه على هذه الأخبار، قال عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، إن «تأجيل المؤتمر غير وارد لأنه سبق تأجيله أصلا بسبب الانتخابات». وأضاف البقالي أن دورة المجلس الوطني تعد دورة مفتوحة واستمرارية لدورة سابقة، وأنها ستبت في نقطة محورية هي تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر تضم 120 عضوا. وبدوره، نفى محمد الخلفية، عضو اللجنة التنفيذية، علمه بوجود جهود خفية لتعبئة المجلس الوطني من أجل تأجيل المؤتمر وضمان بقاء عباس الفاسي في الرئاسة إلى ما بعد الانتخابات المقبلة. وقال الخليفة ل»المساء» إن جدول أعمال المجلس يتضمن نقطة واحدة هي انتخاب لجنة تحضيرية للمؤتمر، وأضاف أن قانون الحزب واضح ويجب احترامه، وأن المؤتمر المقبل يجب أن ينعقد في أجل أقصاه مارس المقبل.