كلما دنونا من موعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها غانا بداية من 20 يناير الجاري، إلا وكبرت علامات الاستفهام بخصوص مشاركة المنتخب الوطني وللمدى الذي يصل إليه سقف طموحه في هذه الكأس القارية. عندما سئل هنري ميشيل لما تعاقد مع جامعة كرة القدم عن نهائيات غانا، قال إن الهدف أن يمضي إلى أبعد نقطة ممكنة، وأن الرهان الأساسي بالنسبة له التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 التي ستحتضنها جنوب إفريقيا، دون أن ينطق بتلك الكلمة السحرية التي مفادها أن المنتخب الوطني سيذهب إلى غانا للتنافس على اللقب. وحينما وجه السؤال نفسه إلى مسؤولي الجامعة كانت الأجوبة تأتي حائرة، ثقيلة الحركة، مرتبكة قبل أن يعيدوا نسخ أجوبة هنري ميشيل والتأكيد على أن المنتخب الوطني سيسعى للذهاب إلى أبعد مدى، دون أن يجرؤ أي مسؤول على إطلاق صرخة تشق ليل المشاركة المغربية بالحديث عن جعل اللقب الإفريقي هدفا استراتيجيا للأسود بغانا. وفي مقابل التصريحات التي تبدو محسوبة لهنري ميشيل ولمسؤولي الجامعة، فإن لاعبي المنتخب الوطني لا يترددون في أن يعلنوا أن بإمكان الأسود التنافس على اللقب، وأنهم يملكون كل الإمكانيات التي تجعلهم يحققون هذا الهدف، سيما أن المغاربة لم يعودوا يرضون أن يعلب المنتخب الوطني دور الكومبارس، وهو الذي يتوفر اليوم على لاعبين بلغوا مرحلة مهمة من النضج. فما الذي يجعل حجم الاختلاف كبيرا بين تصريحات المسؤولين والمدرب من جهة وبين اللاعبين من جهة ثانية؟ إنها الرغبة في الهروب من المحاسبة، فإذا كان اللاعبون يتحدثون بمقدار كبير من العفوية، فإن المدرب ومسؤولي الجامعة يفضلون إطلاق كلام عائم حتى لا يحاسبوا عليه، فإذا ما أخلف الأسود الموعد، فإنهم لن يترددو في التأكيد أن غانا مجرد محطة إعدادية لتصفيات كأس العالم، أما إذا أحرز المنتخب اللقب، فإنهم سيكونون أول المهنئين وأول من يتهافت على الميكروفونات وعدسات التصوير. إن المنتخب الحالي يتوفر على لاعبين جيدين بإمكانهم إحراج أي منتخب، وتشبعوا بالاحتراف الأوربي لذلك سيكون من المفيد أن نرسخ فيهم ثقافة الفوز والتنافس على اللقب، بدل رسم حدود ضيقة لطموحهم المشروع في الفوز باللقب الإفريقي، وإلا فما الجدوى إذا من التعاقد مع هنري ميشيل الذي يكلف خزينة الجامعة حوالي 50 مليون سنتيم. لذلك فبغانا يجب على المنتخب الوطني إما أن يكون أو لا يكون. *** لم يستسغ الزميل محمد فؤاد الصحفي بجريدة «المنتخب»أن تقدم «المساء» للقراء كواليس إعلان تشكيلة المنتخب الوطني الذي سيشارك في نهائيات غانا، وتكشف عن الخلاف مابين هنري ميشيل وعميد الأسود طلال القرقوري الذي كاد يفوت على الأخير المشاركة في نهائيات غانا. ولم يستسغ أكثر أن نؤكد أن ضغوطا مارسها الجنرال مصمم والكولونيل لكحل على المدرب الفرنسي أعادت طلال للائحة المنتخب الوطني، ووصف ما قمنا به بأنه يندرج في خانة التشويش على الأسود، مع أن التشويش الحقيقي هو التعتيم على الحقيقة وعدم تقديمها للقارئ. لقد تحول زميلنا إلى ناطق رسمي باسم الجامعة، مثلما كان في وقت سابق ناطقا باسم بادو الزاكي، فإذا كان من اختصاصه أن يطبل ويهلل للجامعة فذلك شأنه الخاص، أما نحن فمن حقنا أن نتحدث عن كل ما يقع في محيط المنتخب دون خطوط حمراء نرسمها لأنفسنا أو يحددها لنا الآخرون.