رصد مبلغ 43 مليون درهم من أجل تحويل مدينة ورزازات إلى وجهة سينمائية مفضلة بالنسبة لصناع السينما العالمية، ويسهم هذا المبلغ في تنفيذ مخطط من 6 أوراش كبرى، نعرض لها في هذه الورقة، مشيرين إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الواقع والحلم، فعلى أرض الحلم تتكسر الأماني، ويخسر المغرب رهان أن يتحول إلى ولع حقيقي من طرف صناع السينما العالمية، في ظل منافسة إفريقية شرسة، ومغاربية بالخصوص على مد كافة التسهيلات. واليوم، هل يستطيع الأوصياء على القطاع الارتفاع به إلى مستوى القطاع المنتج المدر للمال والمساهم في التنمية الاقتصادية؟ يعتبر العمل على جعل منطقة ورزازات رائدة في تصوير الأفلام السينمائية على مستوى القارة الإفريقية في أفق سنة 2016 أحد طموحات المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة والمركز السينمائي المغربي. وقد تم تقديم هذه الاستراتيجية الهامة للملك محمد السادس خلال زيارته لورزازات يوم 28 دجنبر 2007. ويكتسي هذا التحدي أهمية بالغة: فتحقيقه يتطلب الاعتراف بهذه الوجهة من قبل مؤسسات الإنتاج ومهنيي السينما كوجهة ذات طاقات هامة للتصوير، تستجيب على الدوام للمعايير الدولية للجودة ومتوفرة على عرض متنوع وتنافسي من الأستوديوهات والديكورات، مع الاعتماد على الموارد البشرية المؤهلة والمحفزة. وقد قامت جهة سوس ماسة درعة، معززة بشراكتها مع المركز السينمائي المغربي، بإطلاق دراسة مع مجموعة أوروسيف –إيكوترا لوضع رؤية استراتيجية طموحة لهذا القطاع. ويتجلى الهدف النهائي في ضمان اقتصادية واجتماعية للجهة وساكنتها، بالإضافة لكون هذه الصناعة تشكل مصدر عيش جزء هام من السكان. وقد حدد المجلس، في المرحلة الحالية، الإستراتيجية المزمع تنفيذها والمبنية على أهداف في أفق سنة 2016، كما يعمل على تشكيل «لجنة الفيلم» بغية ضمان إنعاش ورزازات وطاقات الجهة السينمائية، بالإضافة إلى إطلاق صندوق لمساعدة حاملي المشاريع بالقطاع، وقد تم خلال هذا الأسبوع إطلاق طلب للمشاريع. وترتكز الإستراتيجية المعتمدة، والتي يبلغ الغلاف المالي الإجمالي المرصود لها 43 مليون درهم، على ستة أوراش كبرى: الورش الأول: يتمحور حول التواصل والتعريف بورزازات، خاصة بفضل إنشاء «لجنة الفيلم» المكونة من المركز السينمائي المغربي والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة والمركز الجهوي للاستثمار إلى جانب متدخلين مرموقين آخرين. وتتجلى مهمة هذه اللجنة في تيسير استقبال الأفلام المزمع تصويرها والتعريف بالمنطقة وبالموارد المحلية لدى المنتجين، وذلك بفضل: إنشاء علامة مميزة لورزازات، القيام بجولات بالمهرجانات الدولية المرموقة، إنشاء مواقع إلكترونية. الورش الثاني: ويتعلق بإعداد تصور الشباك الوحيد على شاكلة استوديو «وارنر بروس» بهوليود و«دريم ورلد فيلم سيتي» بكاب تاون. وبفضل هذا التصور، ستصبح ورزازات المخاطب الوحيد للمنتج، إذ ستوفر له كافة الخدمات المرتبطة بما قبل الإنتاج والإنتاج وما بعد الإنتاج الضرورية لإنتاج أفلامهم. - الورش الثالث: يتعلق بإحصاء الكفاءات في مرحلة أولى وتكوينها في مرحلة ثانية ويهدف هذا الورش إلى: مجانسة مستوى كافة التقنيين، - الإسهام في بروز كفاءات جديدة غير متوفرة حاليا (كتاب سيناريو، مشرفون على المؤثرات الخاصة...). الورش الرابع: يهدف إلى ضمان تتبع ملازم للمتنافسين، خاصة بفضل إنجاز دراسات حول البلدان المنافسة لنا. ستتعلق هذه الدراسات بمعايير تم تحديدها سلفا من طرف «لجنة الفيلم» من قبيل: - الأجور، - الدعم الممنوح. الورش الخامس: يرتكز على إنشاء بنية تحتية تشمل كافة التجهيزات الضرورية لمجالات: تصوير الأفلام، الصحة، الاتصالات، والتنشيط. ولهذا الغرض، يجب على ورزازات أن: تساهم في استقرار المجهزين، وتنشئ «قرية سينمائية (قاعات سينمائية، قصر للمؤتمرات)، وتنمية التنشيط السياحي، وإنشاء بنيات صحية وللتدخل السريع والترحيل، وتعميم المواصلات ذات الصبيب العالي سواء بأماكن التصوير أو بمراكز الإقامة. الورش السادس: يرتبط بوضع نظام مالي محفز لفائدة شركات الإنتاج من قبيل: إعفاء ضريبي لفائدة المنتجين المتمركزين بالجهة، وتبسيط المساطر الجمركية لفائدة الاستيرادات المؤقتة للمعدات السينمائية.