كشفت مصادر أمنية من الأمن الإقليمي لآسفي أنه تم، استنادا إلى تحريات ومعلومات دقيقة ومضبوطة، إيقاف عملية تهريب ضخمة للمخدرات بعد محاصرة واعتقال أفراد عصابة دولية لتهريب والاتجار في الحشيش. وحسب ما توصلت إليه «المساء» في هذا الصدد من معلومات، فقد جرى توقيف شاحنة من الحجم الكبير في المنطقة المهجورة للوحدات الصناعية لتصبير السمك عند المخرج الجنوبي الساحلي لآسفي. وبعد تدقيق البحث والتحري والتفتيش، تم العثور على كمية ضخمة من الحشيش قدرت مصادرنا وزنها بما يفوق 500 كلغ. وتشير المصادر ذاتها إلى أن المخدرات كانت مخبأة بعناية في الشاحنة، وأنها من النوع الرفيع، وأن الحمولة وصلت إلى آسفي برفقة أفراد العصابة الدولية، وأن التحريات الأمنية، التي تجريها الضابطة القضائية حاليا بآسفي تحت إشراف مباشر من النيابة العامة، هي وحدها التي ستكشف الوجهة الحقيقية لهذه المخدرات بجانب الرؤوس الخفية التي تقف وراءها. ومما توصلت إليه «المساء» من معطيات ذات صلة أن من بين الموقوفين في العصابة الدولية التي كانت ترافق الشاحنة المحجوزة بشحنتها البالغة 500 كلغ من الحشيش، يوجد شخص يحمل الجنسية الجزائرية والفرنسية مع آخر مغربي سبق له العمل في سلك الأمن الوطني بمدينة الدارالبيضاء. واستنادا إلى معلومات شبه مؤكدة من مصدر أمني، فإن الحمولة الكبيرة من الحشيش التي كانت بحوزة هؤلاء لم تكن موجهة إلى سوق الاستهلاك المحلي بمدينة آسفي، وإن العملية كان مخططا لها في نقل هذه الكمية الكبيرة من منطقة الشمال المغربي إلى مدينة أكادير، وأن آسفي كانت فقط محطة عبور. هذا، وجرى، أول أمس السبت، تقديم أفراد العصابة الدولية أمام أنظار النيابة العامة بآسفي التي تتابعهم في حالة اعتقال، ولا زالت تحريات وتحقيقات الشرطة القضائية مستمرة لفك جميع مساحات البياض التي تحيط بهذه العملية الضخمة في تهريب المخدرات التي جرى التوصل إلى تفاصيلها عبر إخبارية سرية اقتضت وضع كمين لهؤلاء وتعقب مسارهم بمدينة آسفي إلى غاية اعتقالهم. إلى ذلك، لم تنف مصادرنا أن الغاية من نقل هذه الحمولة الكبيرة من الحشيش من الشمال المغربي إلى غاية مدينة أكادير الجنوبية قد تكون هي تحويل مسارات تهريب الحشيش إلى أوربا عبر مضيق جبل طارق والبوغاز وحوض المتوسط وتحويل نشاطات مافيات المخدرات إلى الجنوب المغربي عبر البحر انطلاقا من الساحل الأطلسي حتى جزر الخالدات.