أمر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالجديدة الضابطة القضائية بالاستماع إلى المواطن المغربي جمال الفيضي الحامل للجنسية الإنجليزية والذي يوجد في عطلة بالجديدة. فاستنادا إلى شكاية المواطن المغربي الذي يعمل رجل أمن خاص بالديار الإنجليزية ويحمل جنسية البلد بعد أن تزوج من مواطنة من ذات البلاد التي يقيم بها منذ 20 سنة، فقد أكد بأنه بتاريخ 17 يناير قام بزيارة للقرية السياحية مازكان رفقة صديقته المغربية وزميلين له، وفور دخوله إلى قاعة الكازينو شرع في تجريب حظه في الرهان، وبعد منتصف الليل تمكن من الفوز بأول قسيمة اشتراك، وبينما كان جالسا رفقة صديقته على إحدى الطاولات كباقي جميع المترددين على الكازينو فوجئ برجل أمن وهو مفتش شرطة تابع لمصالح الجديدة يعمل منتدبا بقاعة الكازينو يداهمه ويحاول استفزازه أمام الحاضرين, زاعما أنه استعمل في حقه كلاما نابيا ومخلا بالحياء، وأضاف المشتكي أن مفتش الأمن تلفظ في حقه بنعوت قبيحة، مؤكدا له أنه يعرفه حق المعرفة وأنه كان يراقبه بواسطة جهاز كاميرا متطور مثبت قبالة المكان الذي كان يجلس به، ثم شرع يوجه له مجموعة من الاتهامات من قبيل أن المهاجرين المقيمين بالخارج إرهابيون ويعانون الكثير من العقد والمشاكل، وأضاف المهاجر المغربي أن رجل الأمن المشتكى به لم يكتف بذلك بل أرغمه على مرافقته إلى إحدى الغرف الخاصة وهي عبارة عن مكتب صغير قام بإغلاقه بإحكام حيث انهال، عليه بالضرب رفقة رجل أمن ثان، مستعملين كل أشكال العنف من ركل وضرب على مستوى كتفه حيث تسلم شهادة طبية تثبت مدة العجز في 15 يوما، مضيفا أنهما سلبا منه حاجياته الخاصة من هاتف نقال وجواز سفر إنجليزي ومبلغ مالي بالعملة الصعبة، وأضاف المشتكي أن أحد المعتديين من رجلي أمن الكازينو له مشاكل سابقة مع أخيه في إطار مسطرة جارية أمام المحاكم، وهو ما دفعه في إطار تصفية حسابات للقيام بما فعله، وأكد في شكايته أن رجلي الأمن طلبا من حراس الأمن التابعين للقرية السياحية إخراجه بالقوة، إلا أنهم رفضوا ذلك مبررين عدم الامتثال بكون المشتكي لم يقم بأي شيء يخالف القانون ولم يكسر شيئا ولم يحدث فوضى داخل فضاءات القرية السياحية. وختم تصريحاته بأنه في حياته العادية لا يشرب الخمر ولا يدخن، وأن تواجده بالكازينو رفقة صديقيه كان بدافع التسلية لا أقل ولا أكثر, وأضاف أن ما تعرض له تسبب له في آثار نفسية عميقة، وطالب النيابة العامة باستدعاء المشتكى بهما وقدم لائحة بأسماء حراس أمن الكازينو كشهود إثبات حول واقعة الاعتداء. وعلمت «المساء» أن تنفيذ أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالاستماع إلى المشتكي تم صبيحة الأربعاء 19 يناير، وفتح تحقيق في النازلة، وقد أكد مصدر أمني ل«المساء»، رفض الإفصاح عن هويته، بأن البحث سيفتح حول الملابسات والظروف المحيطة بتواجد المشتكي بالكازينو، بالإضافة إلى أن الأطر الأمنية العاملة بالمكان المذكور منتقاة من أبرز العناصر المدربة جيدا لمواجهة مثل هذه النوازل، وبالتالي فقد استبعد مصدرنا فرضية ارتكاب أخطاء من هذا القبيل وبمكان تراعى فيه الخصوصية السياحية الراقية بالنظر إلى العينة التي يستهدفها هذا المنتوج السياحي وبالأخص على مستوى استقطاب الأجانب الوافدين بعدد وافر إلى مشروع سياحي يصنف ضمن أرقى التصنيفات في العالم. رئيس ضابطة الشرطة القضائية رفض الإدلاء بأي تصريح ل«المساء» في إطار احترام سرية البحث التمهيدي وكذلك احترام الحيادية المطلقة على مستوى إنجاز المسطرة. وقد ربطنا الاتصال بالمدير العام للكازينو والذي أكد ل«المساء» بأن رجال الأمن لا يتدخلون بقاعة الكازينو إلا نادرا وفي حالات استثنائية عند وقوع اعتداء أو شجار بين زبناء أو تعريض أي كان لمضايقة ولو كانت بسيطة، وأضاف مدير كازينو مازكان أن حالات إحداث فوضى إثر تواجد أشخاص تعاطوا شرب الخمر بدرجات متفاوتة تتطلب تعبئة أمنية حفاظا على راحة السياح المغاربة والأجانب، واستبعد إمكانية وقوع اعتداء جسدي من طرف رجال الأمن وما دامت الكاميرا المنصوبة في كل أرجاء مرافق القرية السياحية قادرة على الكشف عن الخيوط الكاملة لأي اعتداء، وأكد ل«المساء» أنه سيتحرى في موضوع هذه ا لنازلة للتأكد من تفاصيلها الحقيقية ومن خلفياتها الكاملة.