في آخر تداعيات ملف اغتصاب الأطفال بالمحمدية، نفت المواجهة -التي جرت أول أمس الأربعاء بين الشاب (24 سنة) الذي اعتقلته عناصر الشرطة، الأحد الماضي، بتهمة «هتك عرض ثلاثة أطفال»، والضحية المهدي الذي تعرض لاغتصاب وحشي في الرابع من الشهر الجاري- تورط المتهم في سلسلة الاعتداءات الجنسية على الأطفال. تردد المهدي، الذي كانت معاناته الجسدية والنفسية جراء الاغتصاب بادية عليه، قبل أن يرفع عينيه نحو المتهم المدعو (ع.ب)، ويمعن النظر في وجهه، ليؤكد أنه ليس الشخص الذي هتك عرضه بوحشية. وعلمت «المساء» بأن (ع.ب)، المتابع بتهمة هتك عرض ثلاثة أطفال، جرت إحالته، أمس الخميس، في حالة اعتقال على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، في حين مازال منفذ سلسلة الاغتصاب الدامي بالمحمدية حرا طليقا. وأكدت مصادر «المساء» أن عناصر الشرطة كثفت جهودها للإيقاع بمغتصب المهدي، خوفا من أن يواصل اقتراف جرائمه بالاعتداء على طفل آخر قد تتحفظ أسرته على إبلاغ الشرطة تفاديا للفضيحة. وقال مصدر أمني إن التحقيق وتصريحات الضحيتين المهدي وجاره الطفل يوسف كشفت حقيقة تزداد وضوحا يوما بعد يوم، وهي أن مرتكب الجريمتين الوحشيتين هو الشخص نفسه، إذ تتطابق أوصاف المتهم التي أدلى بها الطفلان، اللذان هُتك عرضهما في حديقة المصباحيات المهجورة بالطريقة الوحشية ذاتها، إلا أن الاغتصاب كان أكثر قسوة في حالة المهدي، الذي تعرض لتشوه استدعى إخضاعه لتدخل جراحي. أما في حالة يوسف فكان الأمر أكثر إهانة، إذ اغتصبه الجاني داخل أنبوب لتصريف المياه العادمة بالحديقة أمام أنظار شقيقه الأصغر، الذي يعاني صعوبات نفسية جراء ذلك قد تؤثر على مستقبله، رغم نجاته من الاعتداء الجسدي. وبخصوص مغتصب الأطفال الثلاثة، كانت عناصر الأمن اعتقلت المتهم المدعو (ع.ب)، الأحد الماضي، بناء على اتصال هاتفي قبيل منتصف الليل من شخص مجهول أخطر رجال الشرطة المداومين بأن شخصا قوي البنية يحاول استدراج أطفال إلى مكان مظلم بالقرب من حديقة ساحة المدينة القديمة «القصبة». وبناء على ذلك، انتقلت عناصر فرقة الأبحاث الثالثة إلى عين المكان لتجد المتهم بالقرب من مراحيض نتنة بساحة «القصبة» في إحدى الزوايا المظلمة يداعب ويقبل الأطفال الثلاثة. وأظهر البحث الأولي أن الأطفال الثلاثة، الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، كانوا في حالة تخدير جراء شربهم لمادة سائلة وضعها المتهم داخل قنينة «صودا»، بعد أن رفضوا تناول حبوب للغرض نفسه، حيث سهل على الجاني استدراج ضحاياه، وهم تحت تأثير المخدر، إلى مكان مظلم، وهناك بدأ بملاطفتهم وطلب منهم مرافقته إلى منزل مهدم بشارع عبد الرحمان السرغيني، حيث كان ينوي إشباع رغباته الجنسية الشاذة منهم لولا تدخل عناصر الشرطة.