وجدت عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن خريبكة، صعوبات كبيرة في التعرف على هوية شاب يبلغ من العمر ثلاثين سنة، كان قد استدرج فتاة قاصرا تنحدر من مدينة آسفي، واحتجزها لمدة أربعة أيام في شقة، لم تتعرف الضحية على موقعها بمدينة خريبكة. وكانت عناصر من أمن خريبكة، في إطار دورياتها الروتينية، قد انتبهت لتعرض فتاة لتحرش من طرف بعض الشبان على مستوى المحطة الطرقية لمدينة خريبكة، وعند محاولة حماية الفتاة، اعترفت لهم بكونها تعرضت للاغتصاب وهتك العرض بعد احتجازها لمدة أربعة أيام من طرف شاب يقطن بمدينة خريبكة، قام بسرقة هاتفها النقال ومبلغ مالي كان بحوزتها، وجردها من كل ما كانت تملك، كما حرص على إخفاء جميع المعالم التي قد تمكنها من التعرف على هويته وموقع الشقة التي كان استدرج الضحية لمرافقته إليها في ساعات متأخرة من الليل. وخلال محضر الاستماع للضحية، عجزت عن تحديد هوية الشخص المتهم، وأيضا تحديد موقع الشقة، مما جعل الشرطة القضائية تهتدي للاستعانة بمعطيات وفرها لهم موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، حيث تمكنوا من امتلاك الخيوط الأولى المفضية لتحديد وجهة البحث والتحقيق في النازلة، واعتقال المتهم بسرعة قياسية، حيث تم اقتياده لمقر الشرطة القضائية، والاستماع إليه، قبل مواجهته بالضحية، وتركه تحت الحراسة النظرية. هذا وقامت عناصر الشرطة القضائية لمدينة خريبكة بتقديم المتهم أمام أنظار الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بمدينة خريبكة، بتهمة التغرير بقاصر واحتجازها، وهتك العرض والاغتصاب، والسرقة الموصوفة، حيث تنتظر المتهم عقوبة حبسية قاسية، نظير هذه الاتهامات التي قد تواجهه بها النيابة العامة، في الوقت الذي تفاعل المواطنون والمواطنات بمدينة خريبكة مع السرعة التي تم من خلالها اعتقال المتهم، بعدما بدأ الخوف يدب في وسط الأسر الخريبكية خوفا على بناتهم، على خلفية انتشار الخبر على نطاق واسع بالمدينة. وتعد هذه المرة الأولى التي تستعمل فيها المصالح الأمنية بالمدينة وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الوصول إلى أحد المتهمين بارتكاب اعتداء جنسي في حق قاصر.