جثة أنثى بملامح مشوهة، بعد أن التهمت الأسماك أجزاء من وجهها، عثر عليها بسواحل سلا قبل ثلاثة أسابيع، بعد أن لفظها البحر، شكلت لغزا انخرطت في حله كل من مصالح الشرطة القضائية بسلا والرباط، وأجهزة الدرك الملكي، دون أن يتضح بشكل جلي إن كان الأمر يتعلق بانتحار القاصر فاطمة، أم إن الأمر يتعلق بجريمة قتل متعمد. خيوط القضية المتشابكة التي تحولت إلى ملف انتصبت فيه جمعية «ما تقيش ولادي» كمطالب بالحق المدني، انطلقت قبل يومين من رأس السنة الماضية، بإحدى الحافات المنتشرة بشاطئ هرهورة، بضواحي مدينة تمارة، بعد أن لاحظ شخصان، كانا يجلسان هناك، تحركات مريبة لأحد الأشخاص ليقتربا منه، ويكتشفا أن الفتاة التي كانت برفقته تحولت إلى لقمة، شرعت الأمواج العاتية في ابتلاعها رغم أنها حاولت المقاومة. الشخص الذي كان برفقة الفتاة (زوج ابنة عمتها)، وحسب الشاهدين، كان يحاول نزع ملابسه، غير أنهما أقنعاه بأنه لا فائدة من ذلك، لأن البحر شديد الهيجان، ليخبرهم بأن الفتاة أقدمت على الانتحار، وأنه حاول منعها دون جدوى، غير أنه سيغادر المكان، ويفر إلى وجهة مجهولة بعد أن تم إخطار مصالح الدرك والوقاية المدنية، التي حضرت إلى عين المكان دون أن تستطيع التدخل بسبب الأمواج العاتية. المتهم سيظهر بعد يومين من ذلك ليتقدم إلى مصالح الأمن، ويؤكد أن فاطمة التي سيرمي البحر بجثتها بعد خمسة أيام بمدينة سلا، قد انتحرت، كما اعترف بأنه أقام علاقة جنسية معها، وأنها يوم الحادث أخبرته بحملها منه، ليدخلا في خلاف قبل أن يضيف أن الهالكة استغلت فرصة استدارته لترمي بنفسها في البحر. تصريحات المتهم لا تخلو من بعض التناقض، ومن ذلك أنه لجأ إلى بعض الأشخاص لطلب المساعدة ،في حين أن الشاهدين يؤكدان أنهما تقدما إليه بعد أن لاحظا تحركاته المريبة. كما اعترف المتهم الذي تمت إحالته بتهمة عدم التبليغ عن الانتحار والخيانة الزوجية، أنه كان مدمنا على المخدرات، والأقراص المهلوسة، وسبق أن القي عليه القبض ليسجن ستة أشهر، ثم تزوج بعد مغادرته السجن، وأنجب ثلاث بنات، وأضاف أن الهالكة كانت تتردد على بيت زوجته لتتوطد بينه ما العلاقة، وتتحول إلى معاشرة جنسية. المتهم صرح بأنه يوم الحادث اتصلت به فاطمة هاتفيا، وألحت على لقائه، رغم أنه طلب منها عدم معاودة الاتصال به، بعد أن غير مكان إقامته، وأكد للمحققين أن الضحية أخبرته، بعد أن التحق بها في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا، إلى منطقة عنق الجمل الشاطئية، أن الجنين الذي في بطنها منه، وهو ما رفضه المتهم ليستمر النقاش بينهما إلى حدود الساعة الخامسة مساء، قبل أن يطلب المتهم المغادرة لأنه متزوج ولديه أطفال، غير أن الهالكة أصرت على البقاء، وفي غفلة منه قامت بالجري نحو الحافة والارتماء، وصرح أيضا بأن الهالكة أخبرته بتعرضها لاعتداءات جنسية من طرف أحد أقاربها، ونفى أن يكون السبب في حملها، وفسر مغادرته لمكان الحادث بالصدمة التي أصابته. عائلة الضحية من جهتها تصر على أن ابنتهما فاطمة لقيت حتفها بفعل عمدي، وتؤكد أنها كانت قبل ذلك في حالة نفسية طبيعية، ولم يبد عليها ما قد يدفعها للانتحار، لتصر على متابعة المتهم بتهمة القتل. كما أن جمعية ما «تقيش اولادي» التي انتصب كمطالب بالحق المدني، تؤكد بدورها على لسان رئيستها نجية أديب، أن الملف ينطوي على شبهة جنائية وتقول إن فاطمة عثر عليها بدون ملابس، قبل أن تتساءل عما إذا كان الشخص الذي يرغب في الانتحار يتجرد من ثيابه ليرتمي في البحر».