بعد إعفاء والي أمن وجدة، وإلحاقه ب«كراج» الإدارة العامة للأمن الوطني، أعفى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، والي أمن فاس، نور الدين السنوني. وربطت بعض المصادر القرار بطلب سبق لوالي أمن فاس أن تقدم به لمغادرة المنصب لاعتبارات صحية، في حين قالت مصادر أخرى إن القرار جاء على خلفية «الحصيلة السلبية» لوالي أمن فاس، والذي سبق أن اجتاز «عبور صحراء»، وألحق بولاية أمن العيون، عقابا له على أخطاء أثناء زيارة ملكية للمدينة، قبل أن يعاد إلى منصبه من جديد. وتباينت فعاليات إعلامية محلية في تقييم حصيلته على رأس ولاية أمن فاس، بين من أشاد بحرفيته في محاربة الجريمة وانفتاحه، وبين من تطرق إلى فشله في تنزيل استراتيجية الإدارة العامة للأمن الوطني، ونهجه سياسة الأبواب المغلقة، دون أن يحقق الحلم الذي كان يراوده، «وهو إطلاق قطط بقلادات ذهبية في شوارع فاس، دون أن يصيبها مكروه»، يقول موقع «فاس24» المحلي. وقررت الإدارة العامة للأمن الوطني تكليف نائبه بمهام والي الأمن مؤقتا، إلى حين تعيين مسؤول أمني جديد له إلمام ب«تضاريس» الجهة، في إطار مواكبة الإدارة العامة للأمن الوطني لسياسة الجهوية الموسعة، وما تقتضيه من تعزيز سياسة تقريب الإدارة الأمنية من المواطن المحلي. وتباينت آراء فعاليات محلية متتبعة ل«الشأن الأمني» بالعاصمة العلمية بخصوص «حصيلة» المسؤول الأمني الذي غادر مقر ولاية أمن فاس، أول أمس الأربعاء. ودافعت بعض الفعاليات المحلية عن «نجاعة» تدبيره للقطاع، معتبرة أن فترة ولايته امتازت ب»حرفية عالية في تعامله مع مختلف الملفات الشائكة في المدينة»، يقول موقع «فاس نيوز» المحلي، مضيفا بأن والي الأمن المعفى كان يقوم بزيارات ميدانية متكررة لأماكن الاحتجاجات والبؤر السوداء، قصد قطع الطريق على كل الممارسات التي قد تعود بالعواقب الوخيمة على الأمن بالمدينة. وأشار الموقع ذاته والذي سبق له أن أطلق على الوالي المعفى من مهامه لقب «قاهر الأشرار»، إلى أن فترة ولايته شهدت إضرابات متكررة ومظاهرات طلابية، دون أن تسجل أي حالة وفاة. وأشاد ب»انفتاحه» على فعاليات المجتمع المدني. فيما ذهب موقع «فاس24» إلى أن المسؤول الأمني الذي قضى في «دهاليز» ولاية الأمن «سنوات عجاف» راكم أخطاء مهنية، وسبق له أن أحيل على مدينة العيون بعد أن ارتكب خطأ وصفه بالخطير أثناء زيارة ملكية سابقة لمدينة فاس. وذهب الموقع ذاته إلى أن الفترة التي قضاها السنوني على رأس ولاية أمن فاس كانت «حبلى بالمشاكل» داخل ولاية أمن فاس، و»لم يتمكن من توقيف نزيف متابعة العشرات من الأمنيين بتهم مختلفة»، كما لم يتمكن من تنزيل الاستراتيجية الأمنية الجديدة للمدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي. وتطرق موقع «فاس24» إلى أن فترة إدارته لولاية أمن فاس عرفت ارتفاع حصيلة الإجرام، حيث قاد معارك عشوائية مع الفصائل الطلابية، مما أدى إلى إدخال المئات من رجال الأمن إلى المستشفيات، كما انتقد الموقع سياسة إغلاق ولاية الأمن في وجه المواطنين، وإجبارهم على ترك الهواتف النقالة في المدخل الرئيسي للولاية، وأشاد الموقع الإلكتروني المحلي، في المقابل، بوالي الأمن الأسبق، محمد عروس، موردا بأن هذا الأخير تمكن في «فترات عصيبة» من إطفاء النيران الأمنية، وفتح أبوابه لتنزيل المفهوم الجديد للسلطة، والتواصل الجيد مع فعاليات المجتمع المدني، ورجال الإعلام، في فترة ما يعرف ب»الربيع العربي».