كشفت مصادر حزبية أن قيادة حزب الحركة الشعبية تسابق الزمن من أجل ترتيب البيت الداخلي قبل بدء العد العكسي للانتخابات التشريعية المقررة في 7 أكتوبر المقبل، مشيرة إلى أن تلك القيادة تراهن على تقوية حظوظ الحزب من خلال تحقيق المصالحة الداخلية وجبر ضرر الغاضبين. ووفق المصادر ذاتها، فإن قيادة الحزب أجرت اتصالات بعدد من الغاضبين لدفعهم إلى العودة إلى البيت الحركي وتقوية صفوفه في مواجهة منافسة تبدو قوية خلال النزال الانتخابي القادم، لافتة إلى أن وعودا قدمت لجبر ضرر الغاضبين، من خلال إسناد مهام إليهم داخل الحزب أو مع الفريق النيابي بعد محطة الانتخابات التشريعية المقبلة. وحسب المصادر، فإن الإستراتيجية التي رسمها حزب امحند العنصر تقوم، فضلا عن تحقيق المصالحة وجبر ضرر الغاضبين، على تلميع صورة الحزب بصفة عامة وقيادييه بالعمل على دفن ماضي «الفضائح» التي تفجرت في وجه العديد من وزرائه، وأضرت بصورته في المشهد الحزبي، في مقدمتها فضيحة «الشكولاطة» و»الكراطة». وإلى جانب تحسين صورة الحركة، تعتمد الإستراتيجية التي رسم خطوطها العريضة محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة الأسبق، على شن حملات إعلامية على تيار «العروبية» الذي يمثله كل من لحسن حداد، وزير السياحة، ومحمد مبديع، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، الذي غاب عن اللقاء الأول للمنتخبين الذي عقد يوم 12 مارس الجاري بالخميسات، وهو الغياب الذي فهمه الحركيون على أنه بداية لانفجار صراع كبير بين حلف «العروبية» بقيادة مبديع، وحلف»إيمازيغن» بقيادة أوزين وحليمة عسالي، المرأة القوية بالحزب. من جهة أخرى، كشفت مصادر حركية بالرباط أن مجموعة من المستشارين بصدد وضع اللمسات الأخيرة على عريضة ترفع إلى امحند العنصر، الأمين العام للحزب، من أجل إقالة الحسين الكرومي، من منصب منسق الحزب بالرباط، مشيرة إلى أن محاولة الإطاحة بالكرومي، الذي تنتقل بين عدة أحزاب، يقف وراءها سوء النتائج التي حققها إلى حد الساعة، وكذلك لعدم توزيع الدعم المالي الممنوح من طرف الحزب لوكلاء اللوائح بالمقاطعات.