يتأهب المنتخب الوطني لكرة القدم لإجراء مباراة ذهاب الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2017 التي ستحتضنها الغابون، حيث سيخوض تجمعا تدريبيا بمدينة مراكش، قبل الإقلاع صوب برايا عاصمة الرأس الأخضر. قبل أيام أعلن رونار عن اللائحة النهائية للمنتخب الوطني، وإذا كان المدرب الفرنسي قد اعتمد في المجمل على الثوابت الرئيسية التي شاركت في المباريات الأخيرة للمنتخب الوطني، فإنه كان لافتا للانتباه توجيه الدعوة لبعض الأسماء الجديدة كخالد بوطيب( أجاكسيو) وأشرف حكيمي(ريال مدريد)، و عصام الشباك(لوهافر) ويوسف أيت بناصر(نانسي الفرنسي) بالإضافة إلى سفيان بوفال (ليل)، بينما لم يكن مفهوما مثلا إبعاد المهاجم عبد الرزاق حمد الله هداف الجيش القطري، والعائد بقوة للمنافسة في الأسابيع الأخيرة. وإذا كانت مباراة الرأس الأخضر تحتاج إلى تركيز كبير وحشد للجهود، فإن الطريقة التي تم بها التعامل مع قرار اللاعب بوفال بالدفاع عن ألوان المنتخب الوطني كان مبالغا فيه، كما أن احتفال الجامعة به بدا غير ذي معنى، ففي نهاية الأمر، وبالرغم من أن بوفال يتوفر على مؤهلات فنية كبيرة، وبإمكانه تقديم الإضافة إلى «الأسود»، إلا أنه مجرد لاعب ضمن مجموعة، بل إنه سبق له أن انضم للمنتخب الوطني قبل مباراة ليبيا في تصفيات كأس إفريقيا، لكنه زعم أنه مصاب، وغادر، ثم انتظر طويلا أن يتم توجيه الدعوة له من طرف ديديي ديشامب لتعزيز صفوف المنتخب الفرنسي، بيد أنه عندما لم يجد نفسه ضمن اللائحة الأولية للمنتخب الفرنسي فإنه قرر حمل قميص المنتخب الوطني. لقد حاول الجميع أن يركب على قرار بوفال، وآخرهم المدرب المساعد مصطفى حجي، الذي خرج ليؤكد في تصريحات لمجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية بأنه جالس بوفال عدة مرات، ليقنعه بالانضمام إلى المنتخب الوطني، ثم أكد أن رونار كان هو العلامة الفارقة في الاختيار، وأنه لعب دورا في انضمام بوفال إلى المنتخب الوطني. لاحظوا كيف أن الجميع اليوم، بما في ذلك رئيس الجامعة يريدون أن يتبنوا قرار بوفال باللعب للمنتخب الوطني. فهل عندما يقرر لاعب يحمل جنسية مزدوجة اللعب لمنتخب الاصل، يعد ذلك إنجازا للجامعة. لقد سبق بوفال لحمل القميص المنتخب الوطني العديد من اللاعبين المتميزين، آخرهم حكيم زياش لاعب توينتي الهولندي الذي تحدى الجميع، ودخل في مواجهة ساخنة مع الإعلام الهولندي، ومع ذلك لم يحظى هذا اللاعب ولو بنصف ما حظي به بوفال الذي ظل مترددا في الانضمام إلى المنتخب الوطني. إن مباراة الرأس الأخضر، مهمة جدا خصوصا أنها ستشكل أول انطلاقة للمدرب الجديد رونار، وللفوز بها يجب تدبير المجموعة بشكل جيد، ومعرفة التعامل مع لاعبين يكونون في بعض الأحيان خارج النص، ويبثون سمومهم في محيط المنتخب الوطني، أما تبني قرارات بعض اللاعبين وتسويقها على أنها بمثابة الإنجاز فهذا ليس مهما.