حالة استنفار كبيرة شهدتها مدينة العيون ساعات قليلة قبيل المسيرة الاحتجاجية، التي قررت تنظيمها فعاليات مدنية وسياسية ونقابية في شوارع المدينة، لتصل إلى مقر بعثة الأممالمتحدة في الصحراء المعروفة اختصارا ب«مينورسو»، كرد على التصريحات الخطيرة للأمين العام الأممي، التي وصف فيها الوضع في الصحراء ب«الاحتلال». وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أن الاستعدادات لهذه المسيرة بدأت منذ يوم السبت الماضي، كرد فعل من ساكنة الأقاليم الصحراوية للمغرب على الموقف المنحاز لبان كيمون، مشيرة إلى أن تصريحات بان كيمون أثارت موجة غضب كبيرة في صفوف الصحراويين، وصلت حد المطالبة بطرد بعثة ال«مينورسو». ويبدو أن المسيرة المليونية التي شهدتها العاصمة الرباط يوم الأحد الماضي أربكت حسابات الأمين العام الأممي، الذي خرج الناطق الرسمي باسمه، فرحان حق، بتصريحات جاء فيها أن كلمة احتلال «فهمت خطأ»، مشيرا إلى أن بان كيمون ينوي زيارة العاصمة المغربية الرباط. وقال فرحان حق، في تصريح لموقع «هافينغتون بوست»، أن «المنظمة الدولية مازالت على الحياد في هذه القضية، ورسالة الأمين العام من تلك الزيارة كانت بشأن بدء مفاوضات جديدة بين المغرب من جهة، وجبهة البوليساريو المطالبة بالانفصال من جهة أخرى، والمفاوضات يجب أن تصل إلى حل سياسي يرضي الطرفين». وزاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الأخير كان ينوي خلال زيارته الأخيرة أن يزور كلا من الرباطوالعيون، ولكن أُخبر بأن ملك المغرب لن يستطيع استقباله في هذا الوقت، لذلك قرر تقسيم رحلته إلى جزأين ومازال ينوي زيارة المغرب في وقت لاحق. وسجل المتحدث ذاته أن الأممالمتحدة كانت دائما واضحة، وأن وضع الصحراء لم يقرر بعد، وأنها منطقة لا تتمتع بالحكم الذاتي، وجميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، بما فيها المغرب، تعيد الموافقة على هذا الأمر بشكل سنوي في القرار الذي تعتمده الجمعية دون تصويت، وأن مجلس الأمن دعا الأممالمتحدة إلى تسهيل المفاوضات للوصول إلى حلّ سياسي يرضي جميع الأطراف.