بحلول يوم أمس الإثنين 14 مارس تكون قد مرت 40 سنة على إحراز المنتخب الوطني لكرة القدم للقب كأس إفريقيا للأمم التي جرت سنة 1976 بإثيوبيا، وهو اللقب القاري الوحيد للمنتخب الوطني، والذي لم يكتب له برغم العديد من المحاولات من أن يتعزز بلقب ثان، لذلك فإن المغاربة يتحدثون بالكثير من الفخر عن منتخب 1976، كما أن أسماء اللاعبين الذين نجحوا في تحقيق هذا اللقب مازالت محفورة في ذاكرتهم. لقد نجح منتخب 1976 في إدخال المغرب دائرة المتوجين باللقب، كما أن فوزه بالكأس لم يكن بالأمر بالهين، فقد تغلبوا على الكثير من الصعاب وقهروا منتخبات يقام لها ويقعد في ذلك الوقت، فلم يكن سهلا تجاوز السودان والفوز على نيجيريا مرتين، وهزم المنتخب المصري، ثم إنهاء المباراة الأخيرة أمام غينيا بالتعادل بهدف لمثله، بالرغم من أن المنتخب الوطني أكمل المباراة بعشرة لاعبين. كان من المفروض أن يشكل هذا اللقب بداية ألقاب المنتخب الوطني على المستوى القاري، لكنه للأسف الشديد ظل هو الأول والأخير، دون أن ينجح المنتخب الوطني في فك الاستعصاء الذي لازمه، مع أنه في كثير من المرات دخل المنافسات بثوب المرشح، لكنه خرج يجر أذيال الخيبة. وإذا كان المغرب يتوفر اليوم على لقب قاري واحد، فإن هناك الكثير من الأسباب التي ساهمت في ذلك، ففي فترة من الفترات كان المغرب يركز على كأس العالم، بدليل أنه في سنة 1961 نجح في الظفر بنصف مقعد المنوح للقارة الإفريقية، وخاض مباراة سد أمام المنتخب الإسباني، لكنه خسرها ليحرم من المشاركة في المونديال، قبل أن تقرر «الكاف» الانسحاب من مونديال 1966 بإنكلترا احتجاجا على عدم منح إفريقيا مقعدا في النهائيات، وهو ما تمت الاستجابة لها بعدها، حيث كان المغرب أول بلد إفريقي يحصل على التأهل مروا بالتصفيات، علما أن مصر كانت شاركت في دورة 1934، بعد أن خاضت مباراة واحدة أمام فلسطين. لقد تأخر حضور المغرب على واجهة «الكان»، وكانت أول مشاركة له سنة 1972، بينما كانت دورة 1976 هي الثانية في تاريخه. أما عندما أراد المغرب الحضور بقوة على الواجهة الإفريقية، فإنه ارتكب مجموعة من الأخطاء، ففي دورة مصر 1986 بلغ نصف النهائي، لكن تركيزه كان على المونديال، وفي دورة 1988 بالمغرب، بلغ المربع الذهبي لكنه لم ينجح في تجاوز هذا الدور، وانهزم أمام الكامرون، وفي الدورات الموالية، كان المنتخب الوطني يشارك وهو يجدد دماءه، كما وقع في دورة 1992 بالسنغال، وفي 1998 سافر إلى بوركينافاصو بمنتخب قوي، لكنه خرج من دور الربع أمام جنوب إفريقيا، لأن أخطاء على مستوى تدبير المجموعة وقعت. وفي 2000 بغانا ونيجيريا وفي 2002 بمالي، أعاد تكرار نفس الأخطاء، وشكلت دورة 2004 بتونس الاستثناء، إذ نجح في بلوغ المباراة النهائية، لكنه مع ذلك لم يتمكن من الظفر باللقب، أما في الدورات الموالية، فإنه كان علينا أن نتابع منتخبات وطنية تعيش على إيقاع تغيير المدربين، وعلى إيقاع تدبير هاوي للمنتخب الوطني، فضلا عن أنه تحول إلى مختبر للتجارب، فكانت المحصلة النهائية خيبات متوالية وعجز حتى عن بلوغ الدور الثاني فما بالك بإحراز اللقب. إذا كان المغرب لم يتمكن اليوم من الفوز باللقب القاري، فإن المتهم الرئيسي ليس اللاعبون، وإنما نمط التدبير المعمول به، وعدم استفادة الكرة المغربية من أخطائها، وغياب استراتيجية واضحة لإقلاع هذه الكرة ومعها المنتخب الوطني، لذلك، سيكون علينا أن ننتظر كل مرة ستجود به علينا البلدان الأوربية مشكورة من لاعبين مغاربة يدافعون عن قميص المنتخب الوطني.