كشف جويل باتيلا، الأمين العام لجبهة تحرير مقاطعة كابيندا، التي تطالب بالانفصال عن أنغولا، في حوار مع إحدى الصحف الجزائرية، عن إعلان التنظيم المسلح هدنة من جانب واحد طيلة مدة تنظيم كأس إفريقيا للأمم بأنغولا، مشددا على أن التنظيم لا يستهدف المدنيين وأنه لا ينوي استهداف الرياضيين المشاركين في كأس إفريقيا للأمم. وقال الزعيم الانفصالي «لقد تلقينا معلومات من مصادر موثوق بها تفيد بأن مصالح الاستخبارات الأنغولية هي التي حضّرت لعملية الاعتداء، لقد قامت أربعة منتخبات إفريقية بالتحضير بمنطقة «بوانت نوار» (غرب جمهورية الكونغو) وهي الطوغو وغانا وكوت ديفوار وبوركينا فاسو. اختار ثلاثة منها التوجه جوا باتجاه مقاطعة كابيندا، بينما استخدم الفريق الطوغولي حافلة لتقله إلى نفس المقاطعة، لذلك يتعين طرح تساؤل بشأن هذا القرار، وعن الجهة التي دفعت منتخب الطوغو إلى سلوك مسار محفوف بالمخاطر في منطقة غير آمنة». في إشارة إلى المنطقة التي تقع تحت سيطرة الميليشيات المسلحة لجبهة «تحرير دولة كابيندا» ذات النزعة الانفصالية «الفليك»، حيث يبسط هذا التنظيم سيطرته على نسبة 75 بالمائة من أراضي المقاطعة. وأضاف القيادي المتمرد، أن الحافلة التي كانت تقل المنتخب الطوغولي كانت بها كذلك عناصر من الجيش الأنغولي، كما رافقتها قافلة عسكرية تابعة للقوات المسلحة. «وبما أننا في حالة حرب، وحينما رصدنا تواجد القافلة العسكرية الأنغولية لحظة مرورها عبر أراضينا، قامت عناصر من الجبهة باستهدافها، دون علمنا بأن الحافلة كانت تقل مدنيين». وأبرز أن استهداف الطوغو كان مدروسا بالنظر للعلاقات الطيبة التي تجمع بين الطوغو والجبهة. «نعتقد أن الهدف من هذه العملية هو نسف هذه العلاقة حتى ولو اقتضى الأمر تعريض حياة المنتخب الطوغولي للخطر ووضع جبهة تحرير كابيندا في وضع حرج تجاه المجتمع الدولي وبالتالي تشويه صورة الجبهة». وطمأن جويل المجتمع الرياضي وكافة الأفارقة المتواجدين حاليا للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم، مؤكدا أن جبهة تحرير «دولة كابيندا» لن تقوم بأي عمل عسكري طوال تنظيم هذه الكأس، وقد «تم الإعلان عن هدنة من قبل الجبهة ليطمئن كل المدنيين من نوايانا الحسنة»، وتتمنى الجبهة لكافة المدنيين المشاركين في مباريات كأس إفريقيا للأمم أو المشاهدين لها إقامة طيبة في مقاطعة كابيندا. يذكر أنه فور الغارة على بعثة المنتخب الطوغولي، قام رودريغيز مينغيز المنتمي لحركة «فليك أم بي»، المقيم في فرنسا، بتبني العملية، وهو ما ينفيه باتيلا، الذي يصر على أن الحركة وهمية، «إنها من اختراع رودريغيز منذ إبعاده من جبهة تحرير مقاطعة كابيندا، قبل عامين، إن الجميع يعلم أنه مختل عقليا، ويحاول التلفيق واستغلال أي مناسبة من أجل الظهور».