قرر منتخب توغو لكرة القدم الانسحاب من تصفيات كأس الامم الافريقية في أنغولا بعد الهجوم المسلح الذي تعرضت له حافلة الفريق بعد عبورها الى أنغولا، قادمة من مركز تدريب الفريق في كونغو برازافيل. وكان كودجو ساملان عضو وفد الاتحاد الافريقي في كابيندا قد اكد السبت وفاة عضوين في البعثة. واوضح ساملان المكلف بالاعلام في بعثة توغو والذي وصل الى كابيندا ضمن وفد الاتحاد الافريقي في تصريح لوكالة فرانس برس ان القتيلين هما مسؤول الاتصال في بعثة المنتخب التوغولي ستانيسلاس اوكلون والمدرب المساعد ابالو اميليتي، مضيفا ان سائق الحافلة الذي تم الاعلان عن وفاته امس الجمعة، في الواقع لا يزال حيا. واكد التلفزيون الانغولي الحصيلة الجديدة والمتمثلة في "وفاة شخصين وتعرض اخر لاصابة خطيرة". وكانت الحصيلة الاولى التي كشف عنها الاتحاد التوغولي تتحدث عن اصابة 9 اشخاص في البعثة التوغولية ما بين لاعب ومسؤول، اضافة الى مقتل سائق الحافلة. وتعرضت حافلة المنتخب التوغولي لاطلاق نار عندما وصلت الى الحدود بين الكونغو وانغولا وهي منطقة تمتد على مسافة 50 كلم من انغولا وواقعة بين دولتي الكونغو برازافيل والكونغو كينشاسا (الديموقراطية)، ما تسبب باصابة تسعة من اعضاء البعثة بينهم لاعبان هما حارس المرمى كودجوفي اوبيلالي والمدافع سيرج اكاكبو الاول برصاصة في ظهره، والثاني برصاصة في احدى كليتيه وفقد الكثير من الدماء. ضمانات والتقي مسؤولون في الاتحاد الافريقي لكرة القدم السبت مع مسؤولين في الحكومة الانغولية السبت للحصول على ضمانات بشأن سلامة اللاعبين المشاركين في الكأس عقب الهجوم الذي تعرضت له حافلة توغو. وكان الاتحاد الافريقي قد اكد بالفعل ان البطولة ستمضي قدما على الرغم من الهجوم. والتقي عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي للعبة مع رئيس الوزراء الانغولي باولو كاسوما في لواندا السبت. وقال بيان صادر عن الاتحاد الافريقي للعبة في وقت مبكر من صباح يوم السبت "سيلتقي الاثنان لاتخاذ قرارات تضمن اقامة البطولة بشكل جيد." وادان الاتحاد الافريقي لكرة القدم الهجوم قائلا في بيان: "يشعر الاتحاد الافريقي لكرة القدم بحزن شديد لهذا الحادث ويعبر عن دعمه الكامل وتعاطفه مع بعثة منتخب توغو." وفي وقت لاحق، عبرت الجهة المنظمة لدورة كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا عن ثقتها بأن الهجوم الذي تعرض له المنتخب التوغولي لن يؤثر على سير الدورة المقرر افتتاحها في الصيف المقبل. وقال ريتش مكوندو، الناطق باسم اللجنة المنظمة إن الحادث لا علاقة له بالاستعدادات الجارية على قدم وساق لاقامة الدورة، وان اي كلام مخالف لذلك سيكون كالقول إن حادثا وقع في جمهورية التشيك على سبيل المثال يجب ان يؤثر على دورة تقام في انجلترا. واكد مكوندو بأن "افريقيا قد استضافت بنجاح ثلاث دورات كروية دولية في الاشهر الثماني الاخيرة في جنوب افريقيا ونيجيريا ومصر." "عمل ارهابي" وقد اعلنت (جبهة تحرير جيب كابيندا) الانفصالية - التي خاضت حربا دامت سنوات ضد الحكومة الانجولية المركزية من اجل استقلال الجيب المذكور ولكنها وقعت على اتفاق لوقف اطلاق النار مع لواندا عام 2006 - في وقت لاحق مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف حافلة المنتخب التوجولي. وقال رودريغاس مينجاس الامين العام للجبهة: "لم تكن هذه العملية سوى اشارة البدء لسلسلة من العمليات التي ستتواصل في كافة ارجاء جيب كابيندا." أما أنطونيو بنتو بيمبي وزير الدولة الأنجولي لشؤون كابيندا فقد وصف الحادث بأنه عمل إرهابي وأكد ان السلطات بدأت تحقيقا فيه. وكانت انجولا تأمل بأن تثبت الدورة، التي ستستمر الى الحادى والثلاثين من الشهر الجاري، تعافيها من ويلات الحرب الاهلية التي عانت منها لعقود. يشار إلى أن إقليم كابيندا توجد به حقول النفط الرئيسية في أنجولا ويشهد من حين لآخر أعمال عنف. وتتهم المنظمات الحقوقية الجيش الأنجولي بارتكاب فظائع فيه، كما تتهم مسوؤلين في الحكومة باختلاس عائدات الأقليم من النفط وهو ما تنفيه الحكومة بشدة.