خاضت الأستاذات المتدربات بمركز التكوين بالقنيطرة، عشية أول أمس، الذي يصادف احتفال نساء المغرب باليوم العالمي للمرأة، مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مقر المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين في اتجاه ساحة النافورة المتواجدة بوسط المدينة. وتحول الشارع الرئيسي للمدينة إلى وجهة لصاحبات الوزرة البيضاء وأعضاء لجنة الدعم المكونة من نقابات وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية وشبيبات حزبية، وكذا مناضلي ومناضلات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وأبدت السلطات في البداية رفضها المطلق السماح للأستاذات بتنظيم مسيرة مشيا على الأقدام، وأصدرت تعليمات فورية لعناصر للقوات العمومية قصد محاصرة المتظاهرات ومنعهن من الاستمرار في احتلال الجانب الأيمن من شارع محمد الخامس، وهو ما أثار غضب الأستاذات اللائي استنكرن بشدة منعهن من تنظيم احتجاجاتهن السلمية بالشارع العام. وطوقت القوات الأمنية المحتجات، وشلت حركتهن، مما أدى إلى إرباك حركة السير، وبدت عناصر التدخل متأهبة لاستعمال القوة، هذا في الوقت الذي كانت حناجر الأستاذات تصدح بهتافات تطالب بإسقاط مرسومي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة. ونجحت الأستاذات الغاضبات في فرض برنامجهن النضالي الذي تم تسطيره في اليوم العالمي للمرأة، فبعد شد وجذب بين المسؤولين الأمنيين والمحتجات، تمكنت الأخيرات من فرض أجندتهن، وخضن المسيرة دون إراقة ولو قطرة دم واحدة. وهاجمت المتظاهرات الحكومة، في شخص رئيسها عبد الإله بنكيران، وأدانت بشدة التصريحات التي وصفتها بالاحتقارية والمتكررة في حق أستاذات وأساتذة الغد، واستنكرت تلكؤ الحكومة في الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وإسقاط المرسومين الوزاريين اللذين يستهدفان، بحسبهن، المدرسة العمومية. ورددت الأستاذات الغاضبات شعارات قوية مناوئة لرئيس الحكومة، وطالبن محمد حصاد، وزير الداخلية، بالحد من العنف الممارس ضد الأساتذة والأستاذات من طرف القوات العمومية، وجددن تأكيدهن على تشغيل الفوج بأكمله وليس عبر دفعتين.