ذكرت مصادر مطلعة أن قياديين في حزب العدالة والتنمية أصبحوا يستبعدون إمكانية استمرار التحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار، في حال حصول الحزب الإسلامي على الرتبة الأولى، وذلك إثر الهجوم الذي شنه صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، على «البيجيدي»، وعاد ليؤكده نهاية الأسبوع الأخير. وتفيد مصادرنا أنه في الوقت الذي كان بنكيران يحاول تجاوز تصريحات مزوار وتفادي التصعيد، بعد أن اتصل به قائد التجمعيين لتوضيح مضمون كلمته في المجلس الوطني، حيث قال لبنكيران: «فهمتيني غلط»، عاد مزوار ليدلي بتصريحات للصحافة يقول فيها إن التجمع لن يعتذر، وبأن من عليه الاعتذار هو الطرف الآخر، وهو الأمر الذي زاد من تعميق الشرخ بين الطرفين. وأوضحت مصادرنا أن موقف صلاح الدين مزوار والمكتب السياسي للحزب من الهجوم الذي شنه على حزب العدالة والتنمية جعل قياديين في الحزب يستبعدون إمكانية إبرام تحالف جديد مع التجمعيين، خاصة أن المواقف الأخيرة قد تكون بداية لهجوم مفتوح في أفق الانتخابات القادمة، فيما تبدي قيادة «البيجيدي» نوعا من «الاطمئنان» للموقف الثابت للتقدم والاشتراكية، ولدعم أغلب قيادات الحركة لهذا التحالف. ومن جهة أخرى، توضح مصادر من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار أن مضمون البلاغ الأخير للمكتب السياسي، خاصة في الجانب المتعلق بتبرؤ قيادات بارزة من مضمون كلمة مزوار، جاء بعد الزوبعة التي أثارتها أخبار عن وجود اتصالات بين وزراء تجمعيين وعبد الإله بنكيران، وهو ما دفع بعض أعضاء المجلس الوطني إلى التحرك لطلب فتح تحقيق داخلي. زوبعة اعتبرها صلاح الدين مزوار محاولة لشق صفوف الحزب. وعلى صعيد متصل، أوردت مصادر من داخل حزب الحركة الشعبية أن وزراء الحزب وأغلب أعضاء المكتب السياسي يؤيدون استمرار حزبهم في التحالف الذي يقوده العدالة والتنمية في حال بقيت خريطة المشهد السياسي على حالها، مشيرة إلى أن قيادات الحزب تدارست حصيلة التحالف الحكومي، الذي اعتبرته «إيجابيا» ولم يقع فيه ما يدعو إلى إعادة النظر في إمكانية استمراره.