أصيب ثلاث رجال أمن بجروح متفاوتة الخطورة في أعمال شغب اندلعت بعد نهاية مباراة الرجاء ضد النادي القنيطري، التي جمعت بينهما أمس الأول السبت. وفضلا عن إصابة رجال الأمن الثلاثة تسببت أعمال الشغب في أضرار مادية لممتلكات عامة وخاصة، إذ تم كسر زجاج سيارات تابعة للشرطة، زيادة على خسائر أخرى. وبدأت أعمال الشغبمباشرة بعد شروع عناصر القوات العمومية في تأمين الطريق لفسح المجال لجماهير الرجاء للالتحاق بمحطة القطار الكبرى، حيث رافق العشرات من سيارات الأمن والقوات المساعدة الجموع الغفيرة من المتفرجين. و»بسبب الاستفزازات الصادرة عن بعض المحسوبين على أنصار الرجاء، ومحاولة بعضهم تكسير تعليمات رجال الأمن والانسلال إلى محاور طرقية أخرى، تدخلت الشرطة للتحكم في الوضع، وهو ما عرضهم للرشق بوابل من الحجارة«. وأفضت المناوشات إلى إصابة ثلاث من رجال الأمن بجروح خفيفة، وتهشيم سيارة تابعة لفرقة التدخل السريع، كما حاولت مصالح الشرطة احتواء الوضع وتفادي تفاقم أعمال الشغب، كما حرصت على تأمين انطلاق القطارات المتجهة صوب مدينة الدارالبيضاء، وفض تجمعات جمهور الفريق الضيف في أجواء عادية. واعتقل رجال الأمن أزيد 30 متهما بالتورط في أحداث الشغب، نصفهم من القاصرين تم إخلاء سبيلهم مساء اليوم نفسه، حيث تكلفت دورية للشرطة بتسليمهم بشكل مباشر إلى أسرهم، هذا في الوقت الذي تقرر فيه وضع باقي الموقوفين تحت الحراسة النظرية بعد استشارة وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالقنيطرة. وأشار مصدر مطلع إلى أن سلطات القنيطرة استعانت بتعزيزات أمنية لتأمين هذه المواجهة التي استقطبت الآلاف من المتفرجين، وفرضت إجراءات أمنية جد مشددة على جميع مداخيل الملعب البلدي، حيث خضعت الجماهير لتفتيش دقيق، وشوهد كل من حميد الغنيمي، عامل الإقليم بالنيابة، وعبد الكريم الوهابي، رئيس قسم الشؤون الداخلية، والبكاي الحداري، باشا المدينة، وهم يشرفون ميدانيا وبصفة شخصية على مجمل التدابير الأمنية المتخذة داخل الملعب ومحيطه. ونجحت القوات العمومية في ضبط الوضع بالملعب، باستثناء الفوضى التي عمت المنصة الشرفية التي غصت بمن ألفوا الدخول إلى الملعب بالمجان، إضافة إلى بعض التجاوزات الأمنية التي تم رصدها بالأبواب المؤدية إلى المدرجات المكشوفة، حيث بالغ عدد من رجال الأمن في استعمال القوة ضد جماهير الكاك، ومنعوا المئات منهم من الدخول إلى الملعب رغم توفرهم على تذاكر المباراة، حيث عمدت إلى إغلاق الأبواب، وطاردت العديد منهم، باستعمال الخيول والهراوات، وهو ما أثار سخط شديدا في صفوف الجماهير التي استنكرت هذه الممارسات دون أن تدخل في مواجهات مع مرتكبيها.