أتى حريق مهول على جزء كبير من سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة سلا قبل أن تتمكن مصالح الوقاية المدنية من السيطرة عليه بعد عملية استغرقت عدة ساعات. واندلع الحريق بشكل مفاجئ في حدود منتصف الليل قبل أن يدمر الجناح المخصص للفواكه ويمتد إلى خمس شاحنات كانت مركونة بالسوق ما أدى إلى تدميرها بالكامل، إضافة إلى إحداث خسائر مالية كبيرة بعد إتلاف أزيد من 100 طن من الفواكه والخضر، منها ستة أطنان من البصل، وحوالي 10 آلاف صندوق خشبي وبلاستيكي خاص بالخضر والفواكه حسب إدريس موسى الكاتب العام لجمعية الكوثر لتجار وحرفي سوق الجملة. وحج عشرات التجار للسوق مباشرة بعد إشعارهم بالحريق، مما فرض الاستعانة بتعزيزات أمنية طوقت بوابته الرئيسية في انتظار انتهاء عملية إخماد النيران وإحصاء الخسائر التي سببها الحريق الذي لازالت أسبابه مجهولة إلى حد الآن. وفي الوقت الذي أكد مصدر رسمي مباشرة التحقيق بناء على تعليمات من النيابة العامة لتحديد الأسباب الحقيقية لاندلاع النيران في السوق الذي يعد المزود الرئيسي للمدينة بالخطر والفواكه، رجح بعض التجار أن يكون الأمر مرتبطا بتماس كهربائي. وزادت المصادر ذاتها أن المسؤولين تجاهلوا، في أكثر من مناسبة، تحذيرات بوجود خلل في علبة ربط كهربائي داخل السوق رغم إشعارهم بالأمر، قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة ألحقت بعشرات التجار خسائر مالية فادحة، كما تسببت في ارتباك في تزويد باقي الأسواق والتجار بالتقسيط بالسلع، إضافة إلى خسائر في جناح الفواكه، الأمر الذي سيكلف أموالا من ميزانية الجماعة، إذ أكد الكاتب العام لجمعية الكوثر لتجار وحرفيي سوق الجملة حدوث حريق سابق، وأضاف أنه تم إبلاغ مسؤولي الجماعة الذين تماطلوا في الإصلاح بحجة بطء المساطر الإدارية. وقالت المصادر ذاتها إن الحريق الذي نشب بسوق الجملة للخضر والفواكه أعاد للواجهة الغياب التام للمرافق الأساسية داخل السوق الذي يعيش وضعها كارثيا وحالة فوضى رغم المداخيل المهمة التي يضخها في ميزانية الجماعة.