عادت أفاعي جامع الفنا لتتسبب في حادث رهيب للمرة الثالثة، بعد أن لدغت مروض للأفاعي، ظهر يوم الجمعة، وسط الساحة الشهيرة لمدينة مراكش. فقد كادت أفعى من نوع «الكوبرا» أن تودي بحياة أحد منشطي الحلقة في ساحة جامع الفنا، بعد أن لدغته، ما أدى إلى نقله على وجه السرعة صوب مستشفى ابن طفيل في حالة خطيرة. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن أحد «حلايقية» ساحة جامع الفنا، وجد نفسه في مواجهة من أفعى كان يقوم بترويضها، قبل أن تهاجمه وتلدغه. وقد أصيب مرود الأفاعي، الذي خلف والده في هذه المهنة، بإصابة خطيرة نقل على إثرها صوب قسم المستعجلات، التابع لمستشفى ابن طفيل (سيفل)، حيث أدخل لقسم العناية المركزة، نظرا لإصابته بتسمم. وتفيد مصادر من ساحة جامع الفنا بمراكش أن أحد منشطي «الحلقة» كان يلاعب الأفاعي، دون أن ينتبه إلى أن أفعى اقتربت منه، دون أن ينتبه لذلك، لتلدغه ويسقط أرضا مترنحا من شدة الألم. لم تكتفي الأفعى بلدغة واحدة، بل قامت بلدغه مرة ثانية، الأمر الذي دفع ببعض المواطنين من المارة، وبعض أصحاب «الحلقة» إلى المسارع بنقله من مكان الحادث، ووضع الأفعى في كيس تفاديا لإيدائها للمواطنين. استدعى المواطنون سيارة الإسعاف، التي نقلت الضحية، البالغ من العمر 24 سنة، صوب مستشفى ابن طفيل (سيفيل)، حيث تلقى الإسعافات الضرورية، قبل أن يتم إدخاله إلى قسم العناية المركزة، نظرا لوضعه الصحي الخطير. وقد أصيب بعض السياح بهلع شديد، في الوقت الذي دخلت سيائحة أجنبية في حالة صراخ هستيري، من هول المشهد. وينضاف هذا الحادث، الذي يطرح سؤال مسؤولية المراقبة وحماية أصحاب المهنة، والمواطنين، والزوار، إلى حادث مصرع أحد رواد ساحة الشهيرة، بعد لدغته أفعى «الكوبرا»، إذ لقي «حلايقي»، يدعى «عبد العاطي»، مصرعه بمستشفى ابن زهر المعروف ب «المامونية» بعد تعرضه لتسمم خطير، بسبب لدغه من قبل أفعى جعلته ينزف دما، قبل أن يتم نقله على متن دراجة نارية إلى المستشفى، لكن بالرغم من الإسعافات، التي قدمت للضحية من أجل إنقاذ حياته، فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى. وكان» عبد العاطي»، البالغ من العمر 60 سنة، كان يقوم باستعراض أمام عدد من السياح الأجانب، الذين توافدوا على حلقة الأفاعي من أجل مشاهدة عروض ترويض هذا الحيوان الزاحف الخطير، وكذا مغامرات المروض في تجنب لدغات «الكوبرا»، لكن في حمأة الاستعراض، والتصفيقات، التي عبر بها السياح عن إعجابهم بهذا العمل، هاجمت الأفعى صاحبها، ولدغته في جسمه، مما جعله يصاب بدوار شديد، تبعه نزيف دموي. حاول المروض إزالة السم عن طريق مصه من مكان اللدغة، لكنه فشل في ذلك، مما جعله يسقط أرضا متأثرا بالسم، وارتفعت حرارته إلى أكثر من 40 درجة. وبالرغم من نقله إلى المستشفى القريب، فإن السم كان قد سرى في جسم الضحية بالكامل، مما عجل بموته.