لقي أحد رواد الحلقة بساحة جامع الفنا بمراكش مصرعه إثر لدغه من قبل أفعى من نوع «الكوبرا» كان يروضها، مساء يوم الجمعة الماضي. وأوضحت مصادر مطلعة، في اتصال مع «المساء»، أن «الحلايقي»، الذي يسمى عبد العاطي، لقي مصرعه بمستشفى ابن زهر المعروف ب«المامونية» بعد تعرضه لتسمم خطير. وأضافت المصادر ذاتها أن الإصابة التي لحقت بالمروض جعلته ينزف دما، قبل أن يتم نقله على متن دراجة نارية إلى المستشفى، لكن بالرغم من الإسعافات التي قدمت للضحية من أجل إنقاذ حياته فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر من ساحة جامع الفنا الشهيرة، فإن عبد العاطي كان يقوم باستعراض أمام عدد من السياح الأجانب، الذين توافدوا على حلقة الأفاعي من أجل مشاهدة عروض ترويض هذا الحيوان الزاحف الخطير، وكذا مغامرات المروض في تجنب لدغات «الكوبرا»، لكن في حمأة الاستعراض، والتصفيقات، التي عبر بها السياح عن إعجابهم بهذا العمل، هاجمت أفعى «الكوبرا» صاحبها، ولدغته في جسمه، مما جعله يصاب بدوار شديد، تبعه نزيف دموي، بحسب إفادات أحد رفاقه في الحلقة. وحسب المصدر ذاته، فإن عبد العاطي، الذي يبلغ من العمر أزيد من 60 سنة، حاول إزالة السم عن طريق مصه من مكان اللدغة، لكنه فشل في ذلك، مما جعله يسقط أرضا متأثرا بالسم، وارتفعت حرارته إلى أكثر من 40 درجة. وبالرغم من نقله إلى المستشفى القريب، فإن السم كان قد سرى في جسم الضحية بالكامل، مما عجل بموته. وقد نقلت الضحية، الذي خلفت وفاته حزنا كبيرا وسط رواد ومنشطي الساحة الشهيرة، إلى مستودع الأموات بمنطقة باب دكالة من أجل إخضاعه لتشريح طبي، للوقوف على ملابسات وفاته وإعداد تقرير في هذا الصدد. واستغربت مصادر «المساء» عدم إزالة السم من أفعى خطيرة «الكوبرا» قبل وضعها على أرض الساحة الشهيرة، مما يجعل عددا من زوار الفضاء الجميل معرضين للخطر. إلى ذلك، أطلقت جمعية «رعاية الحيوان والطبيعة»، التي يوجد مقرها ببريطانيا حملة عالمية لتحذير السياح في مختلف مناطق العالم من العواقب الخطيرة، التي تنتج في حال أخذ صور تذكارية مع بعض الحيوانات الأليفة من بينها القردة والثعابين، الموجودة بساحة جامع الفنا. وأفاد موقع «مايل أون لاين» أن الحملة المذكورة تهدف إلى تحسيس المسافرين عبر العالم بخطورة الصور المؤدى عنها، والتي تشجع بشكل أو بآخر «عدم احترام الحيوانات، التي خلقت أصلا لتعيش في بيئة طبيعية»، موضحة أن عددا من هذه المخلوقات «يتم إبعادها قسرا عن أمهاتها وعن مناطق عيشها في ظروف غير ملائمة». وتعد الجمعية إحدى أهم المنظمات العالمية المدافعة عن حقوق الحيوان، وسبق أن رفعت دعاوى قضائية ضد عدد من النجوم في مجالات الفن والرياضة والسياسة، ويتجاوز عدد منخرطيها 20 مليون منخرط من كافة دول العالم.