علمت «المساء» أن «صاحب العربة» الذي أضرم النار في جسده بمكتب وكيل الملك لدى ابتدائية أكادير يواجه تهما جنائية ثقيلة بعد أن كاد يتسبب في خسائر كبيرة جراء ذلك، حيث لايزال المعني بالأمر يتلقى العلاج بالجناح ثلاثة عشر بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير تحت حراسة أمنية مشددة في انتظار عرضه على أنظار النيابة العامة. قصة هذا الشاب الذي يوجد في الثلاثينات من العمر بدأت عندما تقدم بشكاية لدى النيابة العامة بابتدائية أكادير ضد حارس أحد المرابد، متهما إياه بتكسير الميزان الذي يستعمله «صاحب العربة» المخصصة لبيع الخضر. فتم استدعاء الحارس المتهم للمثول أمام أنظار أحد نواب وكيل الملك، حيث أنكر التهمة التي وجهها إليه «صاحب العربة»، وأضاف أنه من حين لآخر يدخل في صراع مع «صاحب العربة» لكون هذا الأخير يعمد إلى ركن عربته في فضاء يضايق أصحاب بعض المحلات. بعد ذلك طلب من «صاحب العربة» أن يحضر الشهود من أجل إثبات التهمة التي وجهها إلى صاحب العربة، إلا أن هذا الأخير لم يتمكن من الحصول على شهود في النازلة التي ادعاها، فقامت المصالح المعنية بحفظ الشكاية لعدم كفاية الأدلة. وبعد مرور أزيد من شهر على هذه الواقعة عاد «صاحب العربة» إلى مكتب وكيل الملك لدى ابتدائية أكادير، حوالي الساعة الواحدة من زوال الخميس 11 فبراير الجاري حيث تم استقباله من طرف وكيل الملك، وبعد اطلاع هذا الأخير على ملف القضية أخبره بالمبررات التي استند إليها نائبه من أجل حفظ الشكاية، وطلب منه من جديد أن يحضر الشهود على واقعة تكسير «الميزان» لإخراج الشكاية من الحفظ ومباشرة المساطر القانونية الجاري بها العمل. وبعد مغادرة «صاحب العربة» مكتب الوكيل، لم تمض إلا حوالي عشرين دقيقة، بحسب مصادر مطلعة، ليعود الشاب إلى مكتب الوكيل واضعا يده اليمنى خلف ظهر وهو يصيح «أنا مظلوم وخاص تاخدوا ليا حقي»، ثم أضرم النار في سترته من الخلف «جاكيط» التي كانت مبللة بمادة قابلة للاشتعال، وفي تلك الأثناء دخل رجل الشرطة المكلف بحراسة البوابة حيث بدأ في نزع السترة عن «صاحب العربة» لتسقط هذه الأخيرة على أحد الكراسي بمكتب الوكيل، لتشتعل النار من جديد، الأمر الذي أثار حالة من الرعب في صفوف الموظفين الذي عاينوا هذه النازلة التي تعتبر الأولى من نوعها. وقد تم استدعاء عناصر من الوقاية المدنية التي عمدت إلى السيطرة على الحريق وإزالة آثاره وتم نقل الشاب على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني لتلقي العلاجات بعد أن قدرت المصالح الطبية خطورة الحروق في الدرجة الثالثة.