معطيات صادمة أميط اللثام عنها خلال حفل توقيع اتفاقيتين حول جودة الهواء ومكافحة الاحترار المناخي بالصخيرات، إذ كشفت أن التلوث يكلف المغرب سنويا ما حجمه 10 ملايير درهم بما يعادل 1 في المائة من ناتجه الداخلي الخام، فيما يكلف التلوث الكثير من صحة البيضاويين، على مستوى معاناتهم من الأمراض المرتبطة بالتلوث كالأمراض التنفسية والقلبية. وكشفت الدراسة الإيكووبائية التي أجريت على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى سطات وفق التقسيم الجهوي السابق، لفائدة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي قدمت خلال حفل التوقيع الذي ترأسته الأميرة لالة حسناء، أن الجهة تعد أكثر جهات المغرب تلوثا، نتيجة ارتفاع حظيرة السيارات، إلى جانب كثرة المعامل الصناعية، التي تعمق من معاناة سكان الجهة من الأمراض المرتبطة بالتلوث كضيق التنفس والقلب. وأضافت الدراسة ذاتها التي قدمها شكيب النجاري، مدير المدرسة الوطنية للصحة العمومية على مستوى وزارة الصحة، أن سكان ثلاث مناطق بجهة الدارالبيضاء الكبرى يعانون أكثر من باقي سكان الجهة على مستوى التلوث، إذ إن منطقة وسط المدينة ومنطقة عين السبع البرنوصي، والمحمدية تعد أكثر مناطق الجهة تلوثا، كما يعد سكانها القريبين من المعامل الصناعية ومخلفاتها وكذا مخلفات حركة السير الأكثر تضررا من حيث تأثيرات التلوث الصحية. وفي سياق متصل، قال شكيب النجاري، في تصريح ل»المساء» معلقا على نتائج الدراسة وأهميتها «إن هذه الدراسة الإيكووبائية مكنت من إعطاء نتائج أولية حول جودة الهواء بجهة الدارالبيضاءسطات، ستمكن من إيجاد آليات جديدة لاستباق التأثيرات المحتملة لتلوث الهواء على صحة البيضاويين». وأضاف المتحدث ذاته، أن الهواء يتسبب في كثير من الأمراض المرتبطة به على رأسها الأمراض التنفسية والقلبية، حيث يرفع التلوث الناجم عن حركة السير والصناعات، من عدد الاستشارات الطبية خصوصا لدى الأطفال الذين يقل عمرهم عن خمس سنوات، حيث إن حوالي 1000 طفل يقل عمرهم عن خمس سنوات، تلقوا استشارات طبية تتعلق بالآثار الصحية لتلوث هواء الدارالبيضاء. وقد ترأست الأميرة لالة حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة يوم 11 فبراير بالصخيرات مراسيم التوقيع على اتفاقيتين حول جودة الهواء ومكافحة الاحترار المناخي. وفي سياق متصل، وقعت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، اتفاقيتين تتعلقان بجودة الهواء وتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وستساعد الاتفاقية الأولى على إحداث رعاية صحية إيكووبائية بجهة الدارالبيضاءسطات، فيما تعبئ الاتفاقية الأولى، ستة فاعلين، هم وزارة الصحة والوزارتين المنتدبتين المكلفتين بالبيئة والماء والمديرية العامة للجماعات المحلية ومديرية الأرصاد الجوية الوطنية وجهة الدارالبيضاء الكبرى ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وتم خلال اليوم نفسه، أيضا التوقيع على الاتفاقية الثانية المتعلقة بميثاق جودة الهواء الذي يربط المؤسسة بالاتحاد العام لمقاولات المغرب وثمان مقاولات التزمت بتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومكافحة الاحترار المناخي. حيث ستقوم هذه المقاولات بإعداد حصيلة للغازات المسببة للاحتباس الحراري التي على ضوئها تتخذ الإجراءات الكفيلة بتقليص هذه الانبعاثات أو تعويضها، عبر برنامجين يتمثلان في غرس النخيل بواحة مراكش، أو تزويد المدارس القروية بكهرباء الطاقة الشمسية.