وقعت حادثة سير مميتة، مساء يوم الأحد الأخير، ذهب ضحيتها أربعة شبان لم تتجاوز أعمارهم التسع عشرة سنة، كما نقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى وهم في حالة حرجة. الحادث وقع على مستوى الطريق الجهوية الرابطة بين البيضاء وأزمور بمحاذاة دوار لكوابي جماعة سيدي علي قيادة اهشتوكة بين سيارة خفيفة مرقمة بالجديدة في ملكية والد أحد ضحايا الحادث، حيث تولى ابنه (نور الدين.س) وعمره 19 سنة قيادتها وكان برفقته أربعة من أصدقائه قبل أن يصطدموا بسيارة قادمة من الاتجاه المعاكس ليسفر الحادث عن مقتل ثلاثة أشخاص بعين المكان وهم (م.س) 18 سنة، (ز.م) 18 سنة، (ك.س) 19 سنة و(ش. ل)، 19 سنة، الذي فارق الحياة بمجرد وصوله إلى المستشفى. وحسب المعطيات الأولية، فالشبان الخمسة كانوا قادمين من البيضاء حيث يتابعون دراستهم الجامعية، في حين كان ركاب السيارة القادمة من الاتجاه المعاكس قادمين من أزمور وعددهم ثلاثة أشخاص، أصيب اثنان منهم إصابات خفيفة. وقد أشار محضر المعاينة إلى أن الطرفين يتحملان المسؤولية في وقوع الحادث بسبب إفراطهما في السرعة وعدم التزامهما اليمين أثناء التقابل. وفي مستشفى محمد الخامس، كانت عائلات الضحايا تحتج، وهي في حالة غضب شديد، على عدم الإسراع بإدخال موتاها إلى مستودع الأموات، بدعوى وجود المفاتيح بحوزة المشرف على هذا المرفق. وبعد وفاة الضحية الرابع، ازدادت الأحوال سوءا وتعالت أصوات المحتجين أكثر، إضافة إلى أصوات البكاء والعويل التي عمت المستشفى، لكن اللحظات الأكثر استفزازا كانت هي تلك التي رافقت أسرة الضحية الخامس الذي دخل في غيبوبة تامة وضع على إثرها في قسم الإنعاش وهو في حالة حرجة، وكان والده يحتج بقوة ضد إدارة الوقاية المدنية من جهة وضد المستشفى من جهة ثانية، وصرح والد الشاب (ع. أ)، من مواليد 1990، بأن ابنه ما كان ليدخل في غيبوبة لولا الإهمال الذي لاقاه من طرف سيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية عندما رفضت نقل المصابين على عجل حين طلب منها ذلك بعد وصولها بهم خطأ إلى المستشفى المحلي بأزمور، حيث أخبرهم مسؤولو المستعجلات بانعدام الوسائل الضرورية لإسعاف الحالات الحرجة. وأضاف والد الضحية أن ابنه ظل بالمستشفى أزيد من ساعة بعد أن نقل وصديقه المتوفى إلى مستشفى أزمور، حيث ظل سائقا السيارتين التابعتين للوقاية يرفضان توسلاتهما بدعوى أن المسؤول الأول عن المؤسسة بإقليم الجديدة قد أصدر أوامر صارمة بعدم السماح للسيارات التابعة لمرأب أزمور بمغادرة هذا المدار. وأضاف والد الضحية أن قريبه الذي يشتغل مسؤولا بالوقاية هو من تدخل في نهاية المطاف لدى مسؤولي الوقاية لنقل ابنه وزميله إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة، ليلفظ هذا الأخير أنفاسه بالمستشفى. وختم تصريحاته بأنه سيتابع تطورات حالة ابنه الصحية، وفي نفس الوقت سيحتفظ بحقه في متابعة إدارة الوقاية المدنية حول هذه الأضرار، خاصة وأن ابنه لم يكن في غيبوبة لحظة الحادث بدليل أنه هو من زود المتصل بوالده برقم هاتفه الشخصي.