أصدر أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، قرارا بمنع الشيخ يحيى المدغري من الخطابة في صلاة الجمعة، بعد الضجة التي خلفتها خطبة سابقة ألقاها بمسجد حمزة بن عبد المطلب بسلا، ربط فيها الزلزال الذي شهدته مدن الريف بتفشي تجارة المخدرات بالمنطقة، كما أكد أن ما حدث عقاب وتخويف إلهي، وأن القادم أسوأ. وأصدرت الوزارة هذه العقوبة التأديبية في حق المدغري، الذي أعلن أول أمس توجهه إلى السعودية لأداء مناسك العمرة بعد أن خلف كلامه استياء عارما جعله يسارع إلى توضيح السياق الذي ورد فيه، مع تقديم اعتذار لسكان الريف، بكونه «لم يقصد الإساءة لسكان المنطقة الصالحين»، متهما بعض المنابر بتحريفه كلامه. وكان الخطيب الشيخ يحيى المدغري قد قال في الخطبة إن الأرض «اهتزت ثلاث أو أربع مرات تحت أقدام أهل الريف، وأنهم يعيشون الرعب كل لحظة»، وقال «اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأهل المخدرات والمسكرات والمحرمات من ذوينا وأبنائنا وأبناء عمومتها»، ليضيف «أنا ابن الريف وأعلم الريف جيدا، لقد تلوثت أيدي الكثير منهم بهذه الموبقات إلى شحمة الأذنين، ورغم هذه الزلازل أو هذه التهديدات راه باقي ما كاينش الزلزال، وما حدث هو مجرد رعب وتهديد وتخويف من الله». وأضاف الخطيب «خرجوا لصلاة الاستسقاء فجاءهم الزلزال، والله يقول ادعوني استجب لكم، وأضاف «خارجين مع الفجر شي عريان وشي لاباس بالرعب»، محذرا من أن الزلزال الحقيقي لم يحدث بعد. وانتقد خطيب الجمعة بشدة مظاهر البهرجة التي رافقت صلاة الاستسقاء، وقال: «أين التوبة قبل الاستسقاء، أين الضعفاء الذين خرجنا بهم للاستسقاء»، وأضاف «قبل أن نصلي الاستسقاء يجب أن تكون حملة للعلماء والفقهاء تتم فيها الدعوة للتوبة الجماعية لأن الفساد عقوبة، ولن ترفع العقوبة إلا بتوبة»، وشدد على أن صلاة الاستسقاء يجب أن تكون وفق الضوابط الشرعية، وأن لا تكون مرتبطة بالمظاهر. وجعلت ردود الفعل الغاضبة التي أعقبت تداول مضمون الخطبة الشيخ يحيى المدغري يسارع لبث شريط مصور يفند فيه ما نسب إليه من إساءة إلى أهل الريف، وقال إن خطبة الجمعة كان موضوعها صفات عباد الرحمان، وعند نهاية الخطبة طلب من المصلين أن يخلصوا الدعاء لأهل الريف. وقال المدغري إنه في سياق الدعاء تحدثت عن الزلزال وربطته بالمعاصي بحكم أن الزلزال أية من آيات الله، وبما أنه «وقع بالريف فقد ربطته بالمعاصي التي تقع هناك في ظل وجود بارونات المخدرات واشتغال الكثيرين في ميدان المخدرات».