أثارت آخر أغنية مصورة للفنانة المغربية العراقية شذى حسون جدلا واسعا بسبب الأبعاد السياسية التي تضمنتها كلمات ومشاهد كليب «وعد عرقوب». وتتعرض المغنية منذ أيام لحملة هجوم واسعة، انتشرت على مواقع الأنترنيت وفي بيانات صحفية تم توزيعها على وسائل الإعلام العربية. وتوجه «شذى» في أغنيتها أصابع الاتهام إلى كل من يطلق الوعود دون أن ينفذها، وتم تصوير الكليب على جسر «المديرج» في البقاع اللبناني، الذي قصفه طيران الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان يوليوز 2006. الجدل، الذي أثارته أغنية المطربة العراقية، يعيد إلى الأذهان أغنيتها «مزعلني» التي أثارت الاستياء في مصر، التي فسر جمهورها الكلمة على أنها تحرش جنسي، لتصرح حسون في مؤتمر صحفي بأن كلمة «يتحرش» في اللهجة العراقية تعني أنه «يعاكسها» ويتودد إليها، مضيفة أن الكل يتحرش بها ولا يستطيع أحد أن يغضبها. اختارت حسون كلمات خليجية لأغنيتها الجديدة التي أثثت خلفيات الحرب واللاجئين مشاهدها. وفي إشارة واضحة إلى القوات الأمريكية المتواجدة بالعراق، لامت شذى حبيبها الجندي ذا القسمات الغربية على أنه يعد ولا يفي بوعده، مبدية خوفها من أن يتعرض للقتل على يد شباب البلاد. تنوعت مشاهد الحوار داخل غرفة صغيرة جمعت حسون، الجالسة فوق سرير ضيق، بالجندي الذي ظل مطأطأ الرأس وهي تغير المحطات التلفزية التي تبث صورا للدمار والقتل الذي سببته الصواريخ والدبابات الأمريكية في العراق، قبل أن تودع الجندي وتغلق عليه الباب ليمضي بعيدا راحلا عنها. ورسم المخرج يحيى سعادة في الأغنية حدودًا وهمية، مستخدمًا بابًا من حديد يشبه قضبان السجن، ومنه تحاول حسّون إبعاد الداخلين إلى أرضها. منتقدو الأغنية رأوا أن الفيديو كليب لا يمت إلى الوطنية بصلة لأنه يعكس، في نظرهم، صورة مشوهة لحقيقة المرأة العراقية، وهي عكس الفكرة التي روجت لها حسون قبل عرض الكليب حين قالت إن الفيديو كليب يحمل «معاني وطنية وإنسانية، وستشاهدون تجسيدا لفكرة منتظر الزيدي». ورغم أن قصة أغنية «وعد عرقوب» توحي بأن البطلة فيه تقوم بترك حبيبها بسبب خيانته، فإن الهجوم على المطربة، في منتديات الأنترنيت وعلى شبكة الفايسبوك خلال المدة الأخيرة، يرفض تماما أن تدخل فتاة عراقية في قصة حب مع أمريكي أصلا، كذلك تناول الهجوم حركات المغنية ولباسها في بعض مشاهد الفيديو التي اعتبر المنتقدون أنها لا تليق بفتاة عراقية وقف معها العراقيون لتفوز بأصوات برنامج ستار اكاديمي. وقررت شذى حسون الظهور في أكثر من لقاء تلفزيوني، مدافعة عن فيديو كليبها الأخير لتؤكد أن الفكرة من وراء الفيديو هي مهاجمة الوجود الأمريكي في العراق، وأن قدوتها هي الصحفي منتظر الزيدي، وهو الصحفي الذي رمى الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه في بغداد. ويرجح المتتبعون أن الذين يقفون خلف الحملة هم العراقيون والعرب الذي يرفضون الوجود الأمريكي في العراق، والذي وصفوا قصة الفيديو كليب الذي تظهر فيه حسون على علاقة مع جندي أمريكي بكونها تجاوزا ل«مقدسات عراقية وعربية وإسلامية».