يبدو أن شذى حسون، المطربة المغربية من أصل عراقي، عادت مجددا إلى صراعها مع الإعلام العربي، بسبب أعمالها الفنية، فلم تلبث الضجة الكبيرة التي أحدثت حول أغنيتها المصورة "روح" أن تهدأ، حتى اشتعلت نيران ضجة أخرى، بسبب فيديو كليب أغنيتها الأخيرة "وعد عرقوب".واتهمت شذى حسون بالدفاع عن الاحتلال الأميركي للعراق، وإعطائه الشرعية من خلال الفيديو كليب، الذي تجسد فيه دور حبيبة جندي أميركي، في حين تنفي المطربة الشابة هذه الاتهامات، معربة عن حزنها للهجوم الشديد، الذي تشنه عليها بعض وسائل الإعلام في العراق والكويت. وقالت شذى لا أعلم من وراء ذلك الهجوم العنيف، الذي ألاقيه منذ عرض كليبي الجديد "وعد عرقوب" على الفضائيات، حيث فوجئت ببعض وسائل الإعلام تكتب أن الشعب العراقيّ يرفض شذى بسبب الكليب. وأضافت شذى، التي تستعد لخوض جولة فنية في مختلف دول الخليج، "رغم حزني لذلك الهجوم، إلا أنني لم أعر للأمر أيّ اهتمام، لأن الشعب العراقي قال كلمته في حقي عندما استقبلني بكل محبة وحفاوة خلال حفلاتي في بغداد، ولا أعير اهتماما لبعض المغرضين وأعداء النجاح، ومن يريدون الاصطياد في الماء العكر". وعن اتهامها بأنها تحاول التطبيع مع المحتل الأميركي من خلال قصة حبها لجندي أميركي، قالت شذى "كثيرا ما تستقبل الشعوب المسحوقة المحتل بالترحاب وبأذرع مفتوحة، معتبرة إياه فاتحا ومحررا، وسرعان ما تتغير العلاقة عندما تظهر الحقيقة التي جاء من أجلها، فلا يمكن لقوى غريبة أن تمنح شعبا حريته مجانا، فلا بد من أن يكون هناك ثمن ندفعه، وهذا ما أردت إيصاله من خلال الكليب". ونفت شذى من خلال تصريحاتها اعتقاد البعض بأن الجندي الأميركي كان يزورها في غرفة مغلقة، وقالت "الأحداث تدور في معسكر للمهاجرين، وهذا يظهر عندما تبتعد الشاحنة العسكرية، التي تقلني بعيدا". ويرى بعض المتتبعين، أن سوء الاختيار الذي وقعت فيه شذى حسون، نجمة ستار أكاديمي لبنان في نسخته الثالثة، في أغلب أعمالها الفنية، كان سببا رئيسيا في الزوبعة التي طالتها منذ حصولها على لقب ستار أكاديمي، وانتهاء البرنامج، وهو السبب العامل الرئيسي، حسب المتتبعين أنفسهم، في انتشار كم كبير من الإشاعات التي أحاطت بمسارها الفني، فهي تارة مهاجمة من قبل الإعلام بسبب مشاهد إباحية أو جريئة في أغنية مصورة، وتارة أخرى ممنوعة من الغناء في حفلة تعاقدت عليها مسبقا، لأسباب ظلت مجهولة. أما عن الكليب الأخير "وعد عرقوب"، فقالت شذى إن الاتفاق كان من البداية مع المخرج يحيا سعادة، لتقديم عمل جيد وغريب في الوقت نفسه، فخرج وكأنه عمل فني سريالي، يضم العديد من اللوحات الجمالية والرمزية، فهو ليس عملا مباشرا، وعلى الناس أن تفك رموزه قبل الحكم عليه بنظرة سطحية". وأضافت أن العمل "لا يتحدث عن العراق فقط، ومن شاهد فيلم Avatar المتربع على عرش إيرادات السينما الأميركية حاليا، سيرى أنه يناقش الفكرة نفسها التي طرحتها في الكليب، وهي أن للقوي أطماعا اقتصادية في المناطق الغنية بالثروات، وهو مستعد لعمل أي شيء ليحقق مطامعه، حتى لو كان ذلك يعني سحق شعب بأكمله، وإحراقه بالحديد والنار". واستدركت حسون قائلة "وهذا لا يعني أن كل من جاء مع هذه القُوى موافق على سياستها، ولذا فالجندي الذي أحبني في الكليب كان يشعر بالخزي مما يحدث، وهو يرمز لصوت الشعب، وليس صوت السياسة ومطامع الشركات الكبرى، التي تسير العالم، وتتحكم في الحكومات، وتخلق الحروب". من جهة أخرى، أبدت شذى حيرتها الشديدة من العروض المقدمة لها من شركات الإنتاج للانضمام إليها، وإن كان عرض شركة روتانا هو الأقوى، إلا أنها تتمهل في الاختيار حتى لا تندم بعد ذلك. وقالت حسون "أنا سعيدة بحريتي، إذ أستطيع أن أقدم أغنية تعرض في جميع المحطات التلفزيونية، وتذاع في جميع المحطات، وهو ما أخشى ألا يوجد في حال انضمامي لشركة إنتاج تفرض علي نظاما معينا، ولذا فأنا أحاول أن أخرج من منطقة الاحتكار". وأشارت شذى إلى أنها تعيش حاليا فرحة كبيرة بعد نجاح جولتها الأخيرة بعدد من الولايات الأميركية، وقالت "لم أكن أتوقع كل هذا النجاح، فقد فوجئت بالجمهور من الجاليات العربية يعرفني ويحفظ أغنياتي، مما مثل سعادة غامرة بالنسبة إلي". وأكدت حسون أن أجمل ما في الجولة هو ذلك الاتفاق، الذي أبرمته مع الفنان عاصي الحلاني ليقدم لها لحنا، لتكون بذلك أول مطربة تغني من ألحان عاصي الحلاني.