انتقد محمد الملاحي، عضو الفريق الاشتراكي، تعامل الدولة مع الهزات الارتدادية التي سجلت صبيحة الاثنين الماضي بمناطق الشمال، حيث قال أول أمس بمجلس النواب، في إطار الإحاطة، «لقد كانت الحكومة غائبة عن تقديم الدعم النفسي للمواطنين الذين خافوا من تكرار ما حدث سنة 2004 بإقليم الحسيمة. لقد غادروا منازلهم ولم تسجل أي إجراءات من لدن الحكومة، في الوقت الذي تم اتخاذ كافة الاحتياطات بمدينة مليلية المحتلة، حيث كانت تصدر البيانات المتتالية لطمأنة السكان». وأشار الملاحي إلى أن الحكومة لم تستوعب الدرس مما قام به الملك تجاه ضحايا زلزال 2004 والمتضررين منه، منبها إلى غياب الدور الإعلامي، وهو ما اعتبره «إشكالية فظيعة تتمثل في انعدام التواصل في مثل هذه الأحداث». وفي رده، قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، إن «الموضوع ليس مجالا للمزايدة السياسية. لقد كنا إزاء حالة مأساوية، ويتعلق الأمر بمواطنين مغاربة اضطروا إلى مغادرة البيوت، وهو ما يستدعي وضع اليد في اليد»، كاشفا عن تسجيل إصابة 15 شخصا غادروا المستشفى باستثناء حالتين. وأشار الوزير إلى أنه تم تشكيل لجنة تضم عدة قطاعات، منها قطاع الصحة والإسكان، حيث تجرى خبرة على المنازل، إلى جانب فرق إعلامية نقلت نشرات إخبارية في حينها، مقرا بوجود تقصير من لدن التلفزيون العمومي عل عكس الإذاعة الوطنية التي قامت بواجبها في حينه، يقول الخلفي. وفي السياق ذاته، احتج عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية، على رشيدة بنمسعود، التي ترأست جلسة الأسئلة الشفوية، لعدم إدراجها إحاطة تقدمت بها سعاد الشيخي عن فريق «البيجيدي»، رغم مصادقة مكتب المجلس عليها وإرسالها في التوقيت نفسه الذي تقدم بها الفريق الاشتراكي، وهو ما نفته بنمسعود، التي قدمت اعتذارها لكونها لم تتوصل بالطلب المذكور، مضيفة أن كل ما هو مبرمج لديها هما إحاطتان، واحدة للفريق الاشتراكي وأخرى للتجمع الوطني للأحرار، الذي سحب إحاطته. هذا، وقد وجه فريق «البيجيدي» أسئلة آنية حول «تدابير مواجهة تداعيات الزلازل» إلى كل من محمد حصاد، وزير الداخلية، والحسين الوردي، وزير الصحة، ومحمد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، حيث أشار الفريق إلى أن مدينتي الناظوروالحسيمة عرفتا زلزالا قويا فجر الاثنين 25 يناير الجاري بلغ تأثير اهتزازاته عددا من المدن المغربية كطنجة وتطوان وفاس والرباط والدار البيضاء، وهو ما أعاد إلى أذهان المغاربة فاجعة زلزال الحسيمة، الذي ضرب المنطقة وأودى بحياة المئات من المواطنين، يضيف الفريق في سؤاله، لذلك فإن المخاوف تجدّدت وسط السكان، وعاش الآلاف منهم حالة من الخوف والترقب دفعت بعضهم إلى مغادرة مساكنهم خوفا على أرواحهم. وأوضح الفريق أنه نظرا لكون أغلب مدن شمال المملكة تقع في منطقة معروفة بالأنشطة الزلزالية، فإن مخاطر تأثير الهزات الأرضية على الأرواح والمباني تبقى قائمة، مما يتطلب وضع خطط بعيدة المدى تجعل المغرب قادرا على مواجهة أي انعكاسات سلبية لمثل هذه الكوارث، يضيف الفريق، الذي استفسر كلا من حصاد والوردي وبنعبد الله الثلاث عن التدابير المتخذة، وكذا الحصيلة الأولية لما حديث يوم الاثنين الماضي.