سادت حالة استنفار داخل حزب العدالة والتنمية بعد المشادة الكلامية التي نشبت بين مستشارين «إسلاميين»، وصلت إلى حد تبادل الاتهامات والسباب، حيث قررت الكتابة الإقليمية لحزب «المصباح»، خلال اجتماع لها أول أمس السبت، إحالة ملف المستشارين الجماعيين على هيئة التحكيم الجهوية للحزب «قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، طبقا للنظام الداخلي للحزب».ومن المنتظر أن يتم استدعاء كل من المستشار محمد أيت بويدو وخليل بولحسن إلى هيئة التحكيم داخل الحزب للاستماع إليهما بخصوص الاتهامات، التي تبادلاها داخل مقر المجلس الجماعي، قبل اتخاذ القرار بشأنهما، والذي تتوقع مصادر من داخل الحزب أن يكون هو «الصلح فيما بينهما، على أساس عدم تكرار مثل هذه السلوكات غير المقبولة داخل الحزب»، يقول مسؤول في حزب «البيجيدي». وعلمت «المساء» أن حالة غضب شديد تسود أوساط حزب العدالة والتنمية، سواء بين مستشاري الحزب أو الأعضاء أو المسؤولين الإقليمين والجهويين، بعد أن تبادل أيت بويدو وبولحسن التهم والسباب داخل قاعة مجلس مقاطعة جليز، حيث خاطب أحدهما الآخر بالقول: «قولينا شكون باك»، إشارة إلى أنه لقيط، فرد عليه المستشار الآخر «مالقيتي ماتسرق وبديتي تقول هذه الهضرة». وكان المستشاران «الإسلاميان» قد دخلا صباح الخميس الماضي، خلال دورة مجلس مقاطعة جليز، في معركة كلامية تبادلا فيها التهم والسب الخادش للحياء، حيث خاطب أيت بويدو، نائب رئيس مقاطعة جليز، «أخاه» في الحزب، والمكتب المسير، بالقول: «سير يا ولد ….»، قبل أن يرد عليه بولحسن: «أنت نكرة، وخطأ في الحزب». واتهم أيت بويدو بولحسن بالحصول على رشاوى من المقاولين، الأمر الذي اعتبره الأخير غير صحيح، إذ أوضح أن «الأشغال لم تنطلق بعد أولا، ثم هذا ما جئنا لنحاربه». واستشاط بولحسن غضبا، عندما وجه إليه أيت بويدو، عبارات اعتبرها «مسيئة»، حيث قال له: «سير راك كاتغدا في دار وتعشا في دار وتبات في دار»، فرد عليه «انت حشومة وعار تكون في حزب العدالة والتنمية». ولم تتوقف الاتهامات بين المستشارين المنتميين إلى حزب «المصباح» عند هذا الحد، بل طالت مسؤولين كبارا في مراكش، إذ قال أيت بويدو مخاطبا بولحسن: «يا كادور في القهاوي وتقول للناس باللي كنتي ورا تنحية الوالي عبد السلام بيكرات من المسؤولية، إيوا تحلى بالشجاعة وصرح بها هنا». فكان رد المستشار المكلف بالأشغال سريعا، حيث قال: «لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا لأن بيكرات أصبح نائبا لوزير الداخلية وهذه ترقية»، قبل أن يضيف: «لا يمكن أن توتر العلاقة بيني وبين السلطات».وكانت لائحة تسمية الأزقة والشوارع التابعة لمقاطعة جليز هي التي أشعلت المعركة الكلامية بين «الإسلاميين» بولحسن وأيت بويدو، حيث استغرب الأخير من تكليف عضو ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة باقتراح لائحة أسماء أزقة تابعة لملحقة أمرشيش، التي تعتبر دائرة تابعة ل «نفوذه»، بينما أسندت مقترحات باقي الملحقات لنواب الرئيس، مع العلم أنه أحد نواب، السيكوري، رئيس المقاطعة. وبينما أرجع بولحسن عدم تكليف أيت بويدو باقتراح أسماء أزقة وشوارع إلى غيابه عن لقاءات المكتب واللجن، والشعب الخاصة بمستشاري حزب العدالة والتنمية، حيث حضر لقاءين من أصل سبعة ولمدة قصيرة، قال أيت بويدو إن «الكلام الذي ينقله بولحسن عني ينم عن استهداف لي، فقررت التصدي له بالطريقة المناسبة، وهي حط النقاط على الحروف».