في ظل موجة الجفاف التي يعرفها المغرب وفي ظل غياب تفسيرات علمية لها، أكد الخبير المغربي محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ في جامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، أن المغرب اليوم أصبح يعرف مناخا جديدا مغايرا لما كان عليه الوضع في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، مشيرا إلى أن المناخ الجديد يعرف حرارة إضافية خاصة في السنة الأخيرة ، لأن الطاقة التي تحركه هي أقوى مما كانت عليه، وهو ما يجعله يؤدي إلى مظاهر جوية مغايرة عن التي كانت موجودة في السابق. وأضاف المتحدث في تصريح خص به «المساء» أن ما كنا نعتبره في المناخ القديم شاذا واستثناء أصبح في المناخ الجديد من القواعد وبالتالي ظاهرة الجفاف وعدد من التقلبات المطرية والجوية التي نعيشها أضحت قاعدة كارتفاع درجة الحرارة في فصل الشتاء التي كانت استثناء في السابق. وتابع الخبير في تصريحه، أن مظاهر المناخ الجديد تختلف عن ما كان متعارف عليه في سنوات الثمانينيات والتسعينيات بحيث أن سنوات الجفاف كانت تدوم سنة أو سنتين أو حتى ثلاث سنوات، وفق شروط وظروف مغايرة لما نشهده. أما اليوم يضيف قروق لدينا جفاف آخر مرحلي قاسي لأن الحرارة مرتفعة، لكن يمكن أن تنكسر بعودة مفاجئة للبرودة أو التساقطات المطرية أو الصقيع أو الثلوج. وبالتالي الجفاف الذي يعاني منه المغاربة وخاصة الفلاحون قد تتلوه تساقطات مطرية، يمكن أن تؤدي إلى فياضانات، بحيث تنبأ المتحدث بتهاطل أمطار قوية خلال شهري مارس وأبريل، لأن المناخ الجديد ليست له قواعد ثابتة، ضاربا المثال بموجة البرد القوية التي تعرفها كل من تونس وليبيا. وطالب المتحدث الحكومة المغربية بفهم المناخ المغربي وطبيعته لمعرفة الكيفية التي يجب التعامل بها معه، مشيرا إلى أن ما نتحدث عنه هو جفاف جوي مرتبط بعدم تساقط المطر، أما من الناحية المرتبطة بالماء، فأكد المتحدث بأن المغرب يتوفر على منسوب مهم على الصعيد الوطني يقدر ب 62 في المائة، في فترة جافة عرفت تبخرا عاليا للماء خلال فصل الصيف. لكن المشكل المطروح في نظره يتعلق بتدبير وعقلنة استعمال الماء وتوظيفه للحد من معاناة الفلاحين خلال فترات الجفاف، خاصة الفلاحة البورية التي تتضرر كثيرا من موجة الجفاف.الخبير المغربي سبق ودق ناقوس الخطر أكثر من مرة مطالبا الجهات المعنية بتحمل مسؤوليتها الكاملة في ابتكار حلول استباقية لمواجهة التغيرات المناخية سواء تعلق الأمر بالفياضانات أو بالجفاف.