بعد أسابيع على التحقيق الذي أنجزته «المساء»، والذي أوضح أن أغلب اللحوم التي يتناولها المغاربة مذبوحة داخل مجازر غير معتمدة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، رغم كونها تحمل الخاتم الصحي، كشفت مصادر مطلعة أن وزارة الفلاحة اتخذت، نهاية الأسبوع الماضي، قرارا بعدم بيع وترويج اللحوم المذبوحة في مجازر غير معتمدة خارج النفوذ الترابي لتلك المجازر، واستثنى القرار الذي وجه إلى جميع المدراء الجهويين لمكتب السلامة الصحية ثلاث مجازر هي الدارالبيضاءوالرباطواليوسفية، التي يمكن نقل اللحوم التي جهزت داخلها إلى جميع مناطق التراب الوطني. واستغربت المصادر ذاتها من كون المجازر الثلاث، التي تم استثناؤها من المنع، لم تحصل بعد على الاعتماد الخاص الذي يمنح بعد احترام جميع الشروط الواردة في دفتر التحملات الخاص الذي يفرضه القانون وما تزال في طور الاعتماد، مضيفة أن ثلاث مجازر خاصة حصلت على الاعتماد الصحي بكل من تارودانت ومكناس وبني ملال، ويمكنها العمل وفق الشروط القانونية الجاري بها العمل. وأكدت المصادر نفسها أن تعليمات صدرت للمدراء الجهويين لمكتب السلامة الصحية بأنها وحدها اللحوم المجهزة في مجازر الدارالبيضاءوالرباطواليوسفية، التي وصفت ب»المرخصة»، يمكن أن تسوق داخل جميع التراب الوطني، مضيفة أن باقي اللحوم المحضرة في المجازر الأخرى لا يمكن أن تسوق إلا داخل النفوذ الترابي لتلك المجازر طبقا للمذكرة الجديدة التي توصل بها مسؤولو مكتب السلامة الصحية. ومنعت المذكرة الجديدة المطاعم الجماعية ذات الطبيعتين الاجتماعية والتجارية بالمدن من التزود باللحوم الحمراء، إلا من وحدات التقطيع المعتمدة أو انطلاقا من مجازر معتمدة أو مرخصة، كما منعت المذكرة ذاتها وحدات تقطيع اللحوم من التزود بدورها باللحوم الحمراء من المجازر غير المعتمدة والمرخصة. وفي مقابل التشدد الذي تعاملت به المذكرة مع المطاعم ووحدات التقطيع، سمحت هذه الأخيرة للأسواق الممتازة بالتزود باللحوم الحمراء، انطلاقا من المجازر المجاورة في حالة عدم وجود مجازر معتمدة في المناطق التي يوجدون بها، في انتظار اعتماد وترخيص جميع المجازر. وفرضت المذكرة الجديدة على جميع الجزارين التزود باللحوم الحمراء إما انطلاقا من المجازر المعتمدة أو المرخصة، ويتعلق الأمر بكل من الدارالبيضاء أو الرباط أو اليوسفية، أو انطلاقا من المجازر غير المعتمدة القريبة منهم.