يعتبر هذا العرض، الذي كتبه وأخرجه ريمي كاسيا، الوحيد الذي استطاع أن يشد إليه أكثر من 300000 متفرج خلال العروض التي امتدت على مدار سبعة عشر شهرا، والتي أقيمت في القاعة الكبرى «لبالي دي غلاس» في العاصمة الفرنسية باريس، وبعد جولته الطويلة في المدن الفرنسية، سيحط الرحال، بعد المغرب طبعا، في كل من السويد وبلجيكا في الثالث عشر من شهر فبراير القادم. ويتميز هذا العرض بالمزج بين عدة أنواع من الفنون، حيث تقوم الكوميدية كريستال شوليه بأداء أشهر أغاني الفنانة الكبيرة إديت بياف بشكل جديد (سالسا، بلوز، راب...) مضيفة إلى ذلك تقنيات الفكاهة الخاصة بها. لتسافر بجمهورها إلى عالم كله فرح ومرح. يبدأ العرض بأولى نغمات «شعار الحب» يؤديها عازف البيانو، مرتديا بذلة السهرة... بعدها تدخل فجأة كريستال شوليه (التي تقوم بدور موبي) كالبركان لتقطع عليه أداءه، مرتدية لباس موزع البيتزا.تظهر الشقراء الجميلة بملابس تعكس لمستها الشخصية. إذ تضيف إلى الزي الرسمي المتكون من معطف لامع وحذاء طويل وقبعة بلون فاقع، شورتا قصيرا وجوارب مشبكة. تؤكد موبي أنها مبعوثة من طرف شركة «النجدة المغنيات». بعد أن كانت متخصصة في أداء أغاني لوري، تأتي اليوم لتعوض بياف. فتخوض بعد ذلك في أحاديث واعترافات بشكل مرتجل. انطلاقا من هذه اللحظة، يعيش الجمهورعاصفة من الضحك بفضل الحضور القوي والأداء المتميز لكريستال شوليه التي وصفت من طرف مجلة «لوفيغارو» بقنبلة الضحك. في هذا العرض تستخدم صوت وموسيقى إيديت بياف لأجل خلق مواقف كوميدية، وعبر تقمص شخصية بياف تخلق تناقضا معها في الآن نفسه، باعتماد إيحاءات جنسية وحركات بهلوانية تعيد هذه النجمة الكلاسيكية بشكل مختلف، لاسيما أن كريستال شوليه تتوفر على طاقة صوتية وتقلد بياف بقوة. وتسعى الكوميدية شوليه من خلال هذا العمل إلى استرجاع الذاكرة الموسيقية الفرنسية من خلال هذه الأسطورة التي انطلقت من الأزقة الضيقة لباريس نحو صالات الغناء الراقية، مسار حياة استثنائي عبر عنه بقوة فيلم «الصبية» لأوليفر داهان ويرصد السيرة الذاتية لإيديت بياف من الطفولة إلى المجد، من انتصاراتها إلى جروحها، عبر قدر أكثر غرابة من رواية، يكشف مساره عن روح فنانة وقلب امرأة.. والدة هذا «الدوري الصغير» -كما يعنيه اسم بياف بالفرنسية الدارجة- هي مغنية متواضعة مدمنة على الكحول تغني متشردة في شوارع باريس، فلا يجد والدها، لاعب السيرك الجوال لويس ألفونسو غارديون (يجسد دوره جين باول روف) وسيلة لحفظ الصغيرة من إهمال أمها سوى أخذها إلى جدتها لأمها التي تعمل طاهية في أحد المواخير، لتتولى بائعات الهوى رعايتها. يعود الأب بعدها بسنوات لأخذ ابنته منهن في مشهد درامي شديد الإيحاء والتأثير، وليستفيد من صوتها في عروضه البهلوانية الفردية في الشوارع بعدما تم طرده من الفرقة. يكتشف موهبتها لويس لوبلي، أحد أصحاب الملاهي الليلية، الذي مثل شخصيته الممثل جيرارد ديبارديو، ويجلبها للغناء لديه، فيقتل بعدها في ظروف غامضة. يقوم بعد ذلك الموسيقي المحترف ريموند أسّو (يجسّده ببراعة الممثل مارك باربو) بتولي بياف ويدخلها إلى عالم صالات الغناء الراقية ومن ثم يقودها نحو الشهرة السريعة. تجدر الإشارة إلى أن شركة «أون إير» للإنتاج هي التي قامت بتنظيم هذا العرض في المغرب، والذي سينظم بالمركب السينمائي «ميكاراما» بالدار البيضاء يوم الخميس 14 يناير على الساعة الثامنة.