في ظل النهب الذي يتعرض له القطاع الغابوي بعدة جماعات بميدلت، يستعد سكان عدة دواوير بالإقليم إلى خوض مسيرة احتجاجية في اتجاه ميدلت، تنديدا باستمرار الاعتداء على حقوقهم في استغلال واستثمار مداخيل الغطاء الغابوي الذي لا يجنون منه إلا «الريح» حسب تعبيرهم. وبحسب مصادر من الأطلس فإن سكان مجموعة من المناطق الجبلية، أضحوا منخرطين في عملية واسعة النطاق، هدفها منع السلطات وإدارة المياه والغابات من ترقيم البقع الغابوية لغرض بيعها بالملايين في المزاد العلني، حيث يبلغ ثمن البقعة الغابوية الواحدة 400 مليون، في الوقت الذي تضيف المصادر نفسها لا يستفيد السكان من مداخيل الغابة ويعيشون القهر والفقر والحرمان وسط بنية تحتية متدهورة وغياب الماء والكهرباء. وأوضحت المصادر الجمعوية، أن مداخيل تلك القطع الغابوية، 8 في المائة منها يذهب للجماعة و20 في المائة لإدارة المياه والغابات، وهو ما ينطبق على غابة تقاجوين التي انخرط سكانها في سلسلة منع ترقيم القطع الغابوية، التي كانت قد بدأها قبلهم سكان دواوير أنفكو وانمزي وتونفيت ومجموعة من الدواويير التابعة لجماعة سيدي يحي أويوسف. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن في الدورة الأخيرة للمجلس الجديد بجماعة سيدي يحي أويوسف، تم الاتفاق على بيع بقعتين غابويتين بسيدي يحي أويوسف، وبقعتين بمنطقة تقاجوين، وهو الأمر الذي لم يتقبله السكان المستاؤون من استغلال خيرات منطقتها دون أدنى استفادة منها، فضلا عن قطع أشجار عمرها أزيد من 500 سنة يصعب إرجاعها. وأضافت أن سكان منطقة تقاجوين المقدر عددهم ب4000 نسمة، أكدوا على وقوفهم ضد كل استغلال لتلك البقع الأرضية، بحيث قام مجموعة من السكان الأربعاء الفائت بالوقوف في وجه إدارة المياه والغابات التي حاولت ترقيم البقع قصد بيعها، بحضور رجال الدرك، الذين دخلوا في حوار مع السكان الذين أقنعوهم بحقهم في تلك الخيرات. السكان المذكورون ينضاف لهم سكان قيادة تونفيت وسكان قيادة أوديم المتضررين من الأمر نفسه، واللذان سيشاركان في المسيرة المرتقب تنظيمها في الأيام المقبلة ضدا على إرادة السلطات المحلية التي تمارس التهديد بحسب المصادر نفسها في حق السكان العزل بتهديدهم بقطع الماء في حال وقفوا مرة ثانية في وجه عملية الترقيم. فضلا عن التلويح برفع دعوى قضائية ضد أربعة أسماء تم اتهامهم من قبل السلطات بتحريض السكان الذين خرجوا للدفاع عن حقهم المنهوب، وهي تتساءل عن مصير تلك الأموال الطائلة التي تم جنيها من مداخيل البقع الغابوية في السنوات الماضية ولم يظهر أثرها على الدواوير التابعة لها والتي لازالت غارقة في التهميش والبؤس وغياب أدنى ضروريات الحياة. وفي الوقت الذي أكدت مصادرنا أن السكان يتهربون من أي مواجهة، كما حدث العام الماضي، بعدما قامت مواجهة دامية استعملت فيها العصي والحجارة وقعت بين أهالي سيدي يحي أويوسف وأنصار رئيس الجماعة المذكورة الذي أصر على بيع قطع غابوية، ليقابله الأهالي بالرفض، ما أسفر عن إصابات خطيرة في صفوف أفراد الطرفين المتنازعين، واعتقالات في حق البعض.