يسود الاحتقان والخوف وسط سكان منطقة قصر تاوريرت بجماعة أوتربات، التابعة لإقليم ميدلت، عقب انتشار "مرض غريب"، في صفوف تلاميذ فرعية توريرت بوتيرة سريعة. وأشار أحد أبناء المنطقة إلى أن عدد الاصابات بلغ 50 حالة إلى حدود الساعة، مضيفا أن وحدة طبية من المندوبية الإقليمية للصحة حلت بالمنطقة، تتكون من طبيب وممرضين، وأعرب المصدر عن امتعاضه من تعامل وزارة الصحة مع الوضع حيث اكتفت بتوزيع مرهم للعينين، وإرشاد التلاميذ للبقاء في منازلهم، واصفا ذلك بالاستهتار بصحة أبناء المنطقة. واعتبر المصدر ذاته أن السكان أضحوا، عقب انتشار مرض الجمرة الخبيثة في السابق، يتخوفون من أن يعيشوا تلك المعاناة من جديد، مشيرا إلى أن السكان يعتمدون أساليب علاجية تقليدية، مثل استعمال "البصل والثوم" ، كما اعتمدوا في السابق الكي لعلاج الجمرة الخبيثة، وأوضح المتحدث ذاته أن الساكنة تجهل أسباب انتشار المرض. وأفاد المصدر بأن البعض يرجح أن هذا المرض الذي يصيب العيون يسمى "التهاب القرنية المعدي"، ومعروف لدى السكان ب"مرض السواح"، معتبرا أنه فيروس ينتشر بسرعة عبر اللمس والماء والأواني والاتصال البشري، موضحا أن تداعيات إهمال علاج المرض وخيمة على المصابين، وطالب المتحدث ذاته في معرض حديثه مندوب الصحة بضرورة الكشف عن تقرير مندوب الصحة حول "السواح" المنتشر بقصر تاوريرت، مشددا على ضرورة توفير أطباء في المنطقة عوض توزيع المراهم. وتجدر الإشارة إلى أن الساكنة سبق أن طالبت بضرورة التدخل العاجل والفوري لتزويد المنطقة بطاقم طبي، عقب انتشار مرض الجمرة الخبيثة، ودعت إلى ضرورة تعميم تلقيح الأبقار والمواشي في جميع الدواوير، وتعيين أطباء بيطريين لتشديد المراقبة على لحوم الأسواق الأسبوعية التي تتسبب في المرض، كما طالبت بضرورة فتح تحقيق في هذا الأمر، لاسيما وأن منطقة املشيل تضم خمس جماعات، وسكان يقدر عددهم بحوالي عشرين ألف نسمة. ويشار إلى أن الدخول المدرسي لهذه السنة توج بإصابة بعضهم بمرض الجمرة الخبيثة، الذي انتقل إليهم فور دخولهم تلك الأقسام، التي تنعدم فيها التهوية، ويتكدس فيها التلاميذ بسبب النقص الحاد في الأساتذة، الذين بدورهم يتخوفون من إصابتهم بالمرض المعدي، ليعود بذلك سيناريو الخوف إلى المنطقة عقب انتشار المرض "السواح ".