علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن موجة من الهلع والقلق تسود منطقة قصر تاوريرت بجماعة أوتربات، على تراب إملشيل، إقليم ميدلت، جراء انتشار داء «التهاب القرنية المعدي»، أو ما يعرف لدى العامة ب «مرض السُّواح»، في صفوف تلاميذ فرعية تاوريرت، والذي اتسع زحفه بسرعة مخيفة ليصيب عددا كبيرا من هؤلاء التلاميذ وغيرهم من باقي السكان، حيث أكدت مصادرنا أن عدد المصابين تجاوز، إلى حدود مساء السبت، حوالي 50 حالة، بحسب تقديرات مصادر متطابقة من عين المكان. ووفق معلومات متطابقة، أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن وحدة طبية من المندوبية الإقليمية للصحة حلت بالمنطقة بغاية تقديم العلاجات اللازمة للمصابين، وعدد طاقمها البشري لا يتعدى طبيبا وممرضين، وربما تعاملت مع الوضع كأي مرض من الأمراض العادية والعابرة، حيث اقتصرت، حسب مصادرنا، على توزيع أنابيب مرهم العينين الأصفر (بّومادا) على المصابين، مع نصح التلاميذ المصابين بملازمة بيوتهم إلى حين زوال المرض تجنبا لإصابة المزيد من المتمدرسين والمدرسين بعدوى المرض الذي يجهل الجميع سببه ومصدره، ومن المقرر أن تقوم قافلة طبية بالانتقال للمنطقة المصابة يوم أمس الأحد. مصادر محلية أعربت عن تخوفها من ارتفاع عدد المصابين، ما لم يتم التدخل القوي لاستئصال الداء بالوسائل والشروط الناجعة، في حين أكد فاعلون متتبعون هذا التخوف استنادا لثقافة شريحة عريضة من سكان المنطقة في لجوء جزء كبير منهم إلى التعامل مع هذا المرض المعدي بالتداوي العشوائي والعلاج الشعبي من قبيل استعمال الثوم والبصل والكحل، علما أن المرض هو عبارة عن فيروس سريع العدوى عبر اللمس والماء والأواني، والاتصال البشري كالمصافحة والسلام بالخدين وغيره، ويؤكد الأطباء أن المرض قد يودي ببصر المصاب. وصلة بالموضوع، لم يفت العديد من المتتبعين للشأن العام المحلي بإملشيل التخوف من خروج مصالح الصحة ببلاغات وتطمينات بعيدة عن الحقيقة وقريبة من التعتيم، أو ببيانات التخفيف من حدة الوضع، كما هو الشأن عند ظهور وباء الجمرة الخبيثة، خلال صيف العام المنصرم، بمنطقة أكدال وانتقاله إلى سكان وتلاميذ العديد من الدواوير الأخرى، التي ظهر فيها المرض على شكل تقرحات وطفيليات جلدية وتعفنات موضعية تشبه الحروق، واعتبرته المصالح الصحية مرضا عاديا لا يدعو إلى القلق، ما حمل العشرات من المواطنين إلى تنظيم أكثر من وقفة احتجاجية أمام أحد المراكز الصحية، وإعلان فعاليات محلية من المجتمع المدني انسحابها من المشاركة في موسم الخطوبة بإملشيل.