توسعت رقعة انتشار داء الجمرة الخبيثة، خلال اليومين الماضيين، لتشمل مجموعة من الدواوير بدائرة إملشيل التابعة لإقليم ميدلت، فقد أكدت مصادر مطلعة ل«المساء» أن عدد المصابين بالمرض الفتاك تجاوز 40 حالة بعدما ظهرت حالات إصابة جديدة بكل من جماعة «بوتغبالوت» وقرية «إبوخنان» التابعة أيضا لدائرة إملشيل . وحسب المصادر ذاتها، فإن الأمر يتعلق بإصابة ستة أشخاص بالجمرة الخبيثة بكل من جماعة «بوتغبالوت» وثلاثة أشخاص بقرية «إبوخنان»، في الوقت الذي أصيبت فيه أيضا امرأة في الخمسينات من عمرها، تقطن بمنطقة أكدال التابعة لجماعة «بوزمو»، بالمرض في الأنف، وهي المنطقة التي ظهر فيها الوباء الفتاك منذ شهرين تقريبا لكن بدون تدخل لوقف انتشاره. وفي سياق ذلك، نددت مصادر جمعوية بما وصفته ب«استهتار» مسؤولي قطاع الصحة بالإقليم بأرواح المواطنين، مؤكدة عدم تدخلهم لوقف زحف الداء، رغم المراسلات والشكايات الكتابية والشفوية التي قدموها بخصوص الموضوع، موضحة أن الحالات التي ظهرت بجماعة «بوتغبالوت» التي تبعد بكيلومتر عن دائرة إملشيل، تم تشخيصها من طرف ممرضين بمركز صحي في نفس الدائرة، حيث قدمت للمصابين مراهم وتمت معالجتهم بوسائل علاج عادية جدا، لم تؤد إلى شفائهم، وهو الأمر الذي تأسف له العاملون بالمركز بسبب ضعف الإمكانيات وغياب الأدوية، مع مطالبتهم للمرضى بالانتقال إلى ميدلت أو الرشيدية للعلاج. ورجحت المصادر ذاتها أن إصابة الأشخاص الستة تعود إلى قيامهم بذبح ثلاث أبقار كانت معرضة للنفوق، حيث قاموا بسلخها ووزعوا لحمها فيما بينهم مما يزيد من احتمال انتقال المرض الفتاك بإملشيل. وحملت فعاليات جمعوية ناشطة بالإقليم وزارة الصحة ومندوبيتها والسلطات المحلية مسؤولية استفحال الوضع بالمنطقة في غياب أدنى تدخل من لدن المعنيين لمواجهة المرض وإغاثة السكان الذين تئنون في صمت. وفي خضم هذا الوضع الصحي المتأزم، فإن سكان إملشيل قرروا تنظيم مسيرة نحو الرباط، في حال استمر «تجاهل» المسؤولين عن القطاع للأمر، مطالبين بالتدخل العاجل لفك الحصار عنهم وإنقاذهم من المرض الفتاك الذي يتربص بهم. مصدر من وزارة الصحة، أوضح ل»المساء» أن الفرق الطبية وفرق محاربة الأوبئة تقوم بحملات لمحاصرة المرض، الذي أكد بأن لا خوف منه في مرحلته السريرية وبأنه يحتاج فقط أدوية بسيطة قائلا: «غير الاسم ديالو لي تيخلع»، مشيرا إلى أن موضوع الجمرة الخبيثة، يدبر على الصعيد الجهوي من خلال الاتصال بمندوبية الصحة في ميدلت، وموضحا أن مديرية محاربة الأوبئة تعمل على ترصد وتتبع المرض الذي لا يصل إلى درجة وباء، حسب قوله.