فرض المدربون الأوروبيون وجودهم في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالرغم من المقاومة الكبيرة لعدد من المدربين الأفارقة، الذين رفعوا حصتهم في دورة أنغولا المقبلة إلى حدود ستة تقنيين، يقودهم الثلاثي العربي شحاتة وسعدان والبنزرتي، إضافة إلى مدربين نيجيريين. ومنح الاتحاد المالاوي لكرة القدم ثقته في لاعبه السابق كيانف فيري ولم تستقدم مدربا أجنبيا مثلما تعودت على ذلك في السنوات الفارطة، كما أكد الاتحاد النيجيري على بقاء المدرب المحلي شيبو أمودو ولم «يستورد» مدربا من القارة العجوز، حيث نجح شيمودو في تأهيل النسور إلى المونديال وكسب معظم مباريات نيجيريا طوال السنة الفارطة، ما جعل رئيس الاتحاد يمدد عقده إلى ما بعد المونديال الجنوب إفريقي. ويخوض النجم النيجيري السابق ستيفان كيشي العرس القاري كمدرب لمنتخب مالي مثلما فعل ذلك مع الطوغو قبل أربع سنوات، حيث كسب كيشي ثقة الماليين نظرا لحسن تعامله مع المحترفين رغم فشل رفقاء كانوتي في بلوغ كأس العالم، لتصبح نيجيريا حاضرة بمدربين في أنغولا. وإذا كان المدرب المصري حسن شحاتة سيدافع عن لقبيه الإفريقيين في أنغولا، فإن المدرب الجزائري رابح سعدان يشارك في العرس القاري للمرة الثالثة بعد دورة 86 بمصر و2004 بتونس. واستنجد التونسيون بالمدرب المحلي فوزي البنزرتي الذي يملك خبرة كبيرة، وسيكون الثلاثي شحاتة وسعدان والبنزرتي حاملي الراية العربية في العرس الإفريقي المقبل. وقالت جريدة الخبر الجزائرية إن حسن شحاتة، يبقى أحسن العرب من حيث عدد التتويجات بفضل فوزه مرتين متتاليتين بكأس إفريقيا 2006 و2008، وهو ما لم يفعله أي مدرب عربي بالقارة السمراء. كانت بطولة أمم إفريقيا مسرحا للتقنيين الأوروبيين الذين غالبا ما عانقوا التاج الإفريقي، ولاسيما مع منتخبات إفريقيا السوداء. وفرض المدربون الفرنسيون تواجدهم في عدة منتخبات قوية، إذ سيحضر الفرنسي بول لوغوان لأول مرة كأس أمم إفريقيا مع منتخب الكاميرون بعد سنة ناجحة قادته نحو كأس العالم مع رفقاء صامويل إيتو.وسيكون الفرنكو بوسني، وحيد أليلوزيتش، حاضرا هو الآخر في أنغولا بعدما أدى سنتين ممتازتين مع فيلة كوت ديفوار وتأهل معهم إلى المونديال، كما نجح المدرب آلان جيراس، في تأهيل الغابون ليسطع نجم عدد من المدربين الفرنسيين الشبان في سماء إفريقيا بفضل النتائج التي حققوها هذه السنة في صورة مدرب زامبيا إيرفي رونار وصديقه في نادي كان الفرنسي ميشال ديسييار الذي عمل في غينيا وساعد هنري ميشال في كوت ديفوار، قبل أن يتولى الشأن التقني لمنتخب البينين في يونيو2008 ويعيد هذا المنتخب للساحة القارية، كما عين المدرب الفرنسي الشاب هيبار فيلود على رأس الطوغو. ليصبح بذلك عدد المدربين الفرنسيين الحاضرين في أنغولا، ستة مدربين دون الحديث عن المساعدين. والظاهر أن جيلا جديدا من المدربين الفرنسيين الصاعدين أصبحوا يرغبون في خوض تجارب في إفريقيا بعدما تذوقوا حلاوتها، هنري ميشال، كلود لوروا، هنري سمطبولي، لومير، برونو ميتسو وغيرهم ليجعلوا من العرس القاري محطة لهم لكسب النجومية، بينما تقلص الحضور البرتغالي ليشمل فقط مدرب منتخب البلد المضيف مانويل جوزي الذي تألق في مصر مع الأهلي على مدار سبع سنوات.. كما سجل المدرب البرتغالي باولو دوارتي تواجده في بوركينافاسو في الوقت الذي كان هذا المنصب حكرا على المدربين الفرنسيين. واحتفظ منتخب غانا بمدربه الصربي ميلوفان رايفاتش بعدما نجح في تأهيل النجوم السود إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، شأنه في ذلك شأن المدرب الهولندي الوحيد في هذه الدورة ونعني به مدرب منتخب الموزمبيق مارت مواجي البالغ 56 سنة والذي مكث في الموزمبيق منذ 2007، ونجاحه في بلوغ كأس أمم إفريقيا جعل الاتحاد الكروي يمدد عقده لموسم آخر.