ظفر المستشار البرلماني، عبد الإله الحلوطي، بمنصب الكاتب العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، بعد أن حسم في الساعات الأولى من أمس الأحد السباق نحو خلافة محمد يتيم، بحصوله في الدور الثاني من عملية التصويت على 368 صوتا من أصل 647 صوتا، هي عدد الأصوات المعبر عنها، مقابل 279 صوتا لجامع المعتصم، رئيس ديوان رئيس الحكومة. وبدت حظوظ الحلوطي لتزعم نقابة الحزب الإسلامي وافرة قبل انطلاق أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس، التي انعقدت صباح أول أمس السبت، حيث كان في كواليس المؤتمر المرشح الأوفر حظا، وهو الأمر الذي تأكد خلال الدور الأول من عملية التداول، إذ حصل على 587 صوتا مقابل 333 صوتا لعبد الصمد مريمي، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي وأعوان الجماعات المحلية، و237 صوتا لجامع المعتصم، عمدة مدينة سلا. وشكل إعلان مريمي، في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة السبت الأحد، عن انسحابه من السباق نحو رئاسة النقابة، ودعوته المؤتمرين إلى الاختيار بين المرشحين المتبقيين، مناسبة لتأكيد ما كان يتداول قبل المؤتمر من تعبيد الطريق أمام الحلوطي للظفر بمنصب الكاتب العام، إذ وجد نفسه بعد انسحاب منافسه الحقيقي مريمي في مواجهة مرشح بدا واضحا أنه مجرد «أرنب سباق»، مرشح لن تغريه مسؤوليته على رأس مجلس مدينة سلا وفي ديوان رئيس الحكومة على السعي وراء قيادة نقابة الحزب. وبانتخاب الحلوطي، الذي يحظى برضا بنكيران ومباركته، يكون هذا الأخير قد استكمل سيطرته على أذرع الحزب وهيئاته الموازية بإضافة الذراع النقابي إلى الذراع الدعوي، وإلى فريق الحزب بمجلس المستشارين الذي يرأسه نبيل الشيخي. إلى ذلك، حرص الكاتب العام المنتهية ولايته على بعث رسائل إلى من يهمه الأمر داخل النقابة وخارجها، معتبرا، خلال الكلمة التي ألقاها بعد إعلان النتائج، أن المؤتمر هو الذي أفرز القيادة الجديدة، نافيا «تدخل حزب العدالة والتنمية بأي شكل من الأشكال في النقابة عموما ومؤتمرها بشكل خاص». وفي الوقت الذي عرفت بداية أشغال المؤتمر الوطني السادس للاتحاد الوطني تأخرا امتد لما يربو عن نصف ساعة، وهو التأخر الذي أثار حفيظة بنكيران واحتجاجه، وجد أمين عام العدالة والتنمية في الجلسة الافتتاحية الفرصة الموائمة لتوضيح علاقة حزبه بذراعه النقابي، وتصفية المزيد من حساباته مع خصمه السياسي، حزب الأصالة والمعاصرة، وقيادييه، واصفا إياه ب»مشروع التحكم». وبدا لافتا، خلال الجلسة الافتتاحية، حرص بنكيران على توضيح علاقة حزبه بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وقال: «دعونا نتحدث بلغة واضحة، نحن لا نخجل من علاقتنا بالنقابة، نحن ذات واحدة، ومؤسسنا واحد هو الراحل الدكتور الخطيب، وعلاقاتنا واحدة، وزعاماتنا متداخلة وتصدر عن هوى واحد، ولكن يا للعجب نحن مؤسستان مستقلتان عن بعضهما البعض، واستقلاليتنا لا توجد لدى نقابات أخرى تدعيها». وأضاف أن أعضاء الاتحاد سياسيون حينما يمارسون السياسة في حزب العدالة والتنمية، ولكنهم نقابيون حينما يمارسون العمل النقابي. ولم يتوان أمين عام حزب «المصباح» عن توجيه وصاياه إلى المنتمين إلى نقابة الحزب، إذ قال: «إذا حافظتم على أصالتكم واستمررتم، فإن هذا المجتمع سيعرف أنه أمام شريحة مهمة ويجدد ثقته فيكم.. حين توفون بما اتفقتم عليه، وحين يكون عندكم الوضوح، سيسعد الناس بذلك». من جهة أخرى، عاد بنكيران إلى مهاجمة حزب «البام» وإلياس العماري، نائب رئيس الحزب، واصفا مشروعه الإعلامي «آخر ساعة» ب«الفاشل والظلامي والمظلم». وقال: «المبلغ الذي خصص للمشروع الإعلامي الذي يسعى إلى معاكسة التاريخ غير كاف، ويحتاج أهله إلى أكثر من 6.5 مليارات سنتيم». وقال بنكيران إن عهد التحكم ولى، وأن عقارب الساعة لا يمكن أن ترجع إلى الوراء، مشيرا إلى أن الشعب المغربي فهم، وما درس 4 شتنبر إلا دليل على ذلك، يضيف بنكيران.