يقود الحكم بوشعيب لحرش، من عصبة الدارالبيضاء مباراة الديربي رقم 119 التي سيحل فيها الرجاء ضيفا على جاره الوداد الأحد بملعب محمد الخامس بالبيضاء. ولحرش، هو واحد حدا من الحكام القلائل الذين أداروا أكثر من مباراة ديربي بيضاوي، حيث سيقود يوم الأحد المقبل لرابع مرة مباراة الديربي البيضاوي ليعادل الرقم الذي هو بحوزة الحكمين السابقين بلفقيه وعبد الله العاشيري (أربع مباريات). بينما كان الحكام حجان والزهر ويحيى حدقة والناجيدي والشافعي ومحمد الكزاز، قد قادوا مباراة الديربي لثلاث مرات طيلة مشوارهم التحكيمي. ويوجد الرقم القياسي من حيث عدد المباريات بحوزة الحكم عبد الكريم الزياتي الذي كان قاد في عقد الستينيات من القرن الماضي قاد تسع مباريات ديربي، متبوعين بالحكمين عبد العالي الناصيري والراحل سعيد بلقولة (سبع مباريات) مرات وحميد باجو (ست مباريات)، ثم سليمان البرهمي (خمس مباريات)،. وكان الحكم الإسباني فرانكو أول حكم قاد مباراة الديربي. حدث ذلك في موسم 1956-1957، وكان انتهى بهدف لصفر، كما أدار مباريات الديربي السابقة أربعة حكام أجانب، هم بالإضافة إلى السيد فرانكو، كل من كيلازو، لوكي وكيركوليس. وبوشعيب لحرش المحامي بهيئة الدار البيضاء، ليس فقط ما يميزه هدوءه، وقدرته على ضبط الملعب واللاعبين ومواجهة نرفزاتهم واحتجاجاتهم ببرودة أعصاب الحكم المجرب، ولكن قدرته على التواجد في أغلب فترات المباراة بالقرب من جميع العمليات، تسعفه في ذلك لياقته البدنية العالية، وأساسا شجاعته. حمل المحامي والحكم بوشعيب الشارة الدولية ابتداء من العام 2008، وعمره حينها لايتجاوز ال36 عاما. قاد عدة مباريات على الصعيد الإقليمي والقاري أبرزها كان نهائي كأس شمال أفريقيا للأندية البطلة ونهائي كأس السوبر الفرنسي بين ليل ومارسيليا بمدينة طنجة. هذه المباراة التي تابعها عشاق كرة القدم الفرنسيون إلى جانب المغاربة، كانت بمثابة فرصة لاختبار قدرات الحكم لحرش. كانت مباراة بإيقاع مرتفع، لكن أبرز ما كان فيها أن الحكم أعلن في اللحظات الأخيرة من المباراة، وبالضبط في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع عن ضربة جزاء ضد فريق ليل، ما دفع لاعبيه إلى الاحتجاج طويلا على الحكم. فالنتيجة كانت حينها التعادل 4-4 مع طرد مدافع ليل شيدجو ليسجل مارسيليا ويفوز بالمباراة، بينما رفض لاعبو ليل بطل الدورى الفرنسي الصعود لاستلام ميداليات المركز الثاني. حين تمت إعادة اللقطة على شاشة التلفزيون اتضح أن قرار الحكم كان صائبا. في مباراة أخرى ليست أقل أهمية بدا أن الحكم بوشعيب لحرش، ليس فقط الحكم الأهل لقيادة المباريات الدولية، ولكن الحكم الذي لاتنقصه الشجاعة، ففي التصفيات النهائية المؤهلة إلى كاس الأمم الأفريقية 2013 وبالتحديد في مباراة الذهاب بين منتخب الكوت ديفوار ونظيره السنغالي منح لحرش ضربة جزاء للمنتخب الإيفواري مع طرد جاك فاتي مدافع السنغال، في الوقت الذي كانت فيه النتيجة هي التعادل هدفين لمثلهما. انتهت المباراة بأربعة أهداف مقابل هدفين لصالح الكوت ديفوار. بعد نهاية المباراة وجه السنغاليون أصابع الاتهام للحكم الدولي المغربي بوشعيب لحرش بدعوى أنه حدث تحول في المباراة عندما احتسب الحكم بوشعيب لحرش ضربة جزاء لم تكن واضحة لفائدة جيرفينيو احتج عليها السنغاليون كثيرا بعدما اعتبروا الأمر احتكاكا عاديا وتظاهرا بالسقوط، قبل أن يتشبث الحكم بقراره الذي أرفقه ببطاقة حمراء وإقصاء للمدافع جاك فاتي عشر دقائق قبل النهاية، وانبرى ديديي دروغبا للضربة بنجاح، قبل أن يحرز الكوت ديفوار هدفا رابعا مستغلا النقص العددي عن طريق ماركس غراديل، غير أن احتجاجات «أسود التيرانغا» لم يأخذ بها مسؤولو الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذين وضعوا ثقتهم في الحكم المغربي الذي عين في مباريات أخرى ليس أقل أهمية. في تكرار لسيناريو نهاية كأس افريقيا للأمم 1998،عادت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لتسند إدارة مباراة النهاية التي جمعت منتخبي الكوت ديفوار وزامبيا لبوشعيب لحرش، ليكون بذلك ممثل العرب في النهائي بعد إقصاء كل المنتخبات العربية، تماما مثلما فعل سعيد بلقولة قبل ذلك، في أول تجربة له على الصعيد القاري. بعيدا عن الملاعب الإفريقية شكل بوشعيب لحرش الحدث حين قاد ديربي الرجاء والوداد لموسيمن متتاليين. فعل ذلك وهو ابن مدينة الدار البيضاء. قبل بوشعيب لحرش تخوف حكام آخر من مدينة الدار البيضاء وخارجها عن تخوفهم من لعب الديربي البيضاوي. علما أن مصادر من اللجنة المركزية للتحكيم كانت تحدثت عن استبعاد بوشعيب لحرش ورضوان جيد من قيادة الديربي الأخير حتى لا يتأثر أداؤهما بالاحتجاجات التي ترافق عادة مباريات الديربي. لفت بوشعيب الأنظار إليه أيضا وهو يقود إلى جانب زميله عشيق مباراة الإياب بين الترجى التونسي والأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا بملعب رادس بتونس. المباراة انتهت بفوز الأهلى بهدفين مقابل هدف واحد. في هذه المباراة ظهر الحكم مرة أخرى بلياقة بدنية عالية ساعدته، كما هي عادته في باقي المباريات، على التواجد في المكان المناسب وقريبا من أغلب العمليات، مما أضفى مصداقية على قراراته.