بات الحكم المغربي بوشعيب لحرش مرشحا بقوة لقيادة نهائي كاس أمم إفريقيا 2013، المقامة بجنوب إفريقيا حتى نهاية الأسبوع الجاري. وعينت لجنة الحكام بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) حكم الساحة بوشعيب لحرش كحكم رابع في المباراة التي جمعت منتخبي الكوت ديفوار ونجيريا، في دور الربع، بينما أسندت مهمة قيادة مباراة نصف النهائي التي تجمع منتخب غانا وبوركينافاسو إلى طاقم تحكيم تونسي يتكون من سليم الجديدي كحكم رئيسي, والبشير الحساني وأنور هميلة على خطي التماس، ويتولى الحكم الغامبي باكاري بابا غاساما قيادة مباراة نصف النهاية الثانية التي تجمع منتخبي نيجيريا ومالي، والذي سبق له أن قاد في الدور الأول مباراة «ديربي» شمال افريقيا بين تونس والجزائر. وعلى العكس من بوشعيب لحرش تقلصت حظوظ حكم الشرط المغربي رضوان عشيق، في الحضور في النهائي بعدما تم تعيينه لقيادة مباراة منتخبي الكوت ديفوار ونجيريا في دور الربع مساعدا للحكم الجزائري جمال حيمودي. وبعد تعيين سليم الجديدي أصبح ينافس المغربي بوشعيب لحرش الجزائري محمد بنوزة. وكان حكم الساحة بوشعيب لحرش قد قاد بكفاءة مباراتين عن الدور الأول، الأولى تلك التي جمعت منتخبي النيجر والكونغو اليمقراطية، والثانية بين منتخب نيجريا وإثيوبيا. في نفس السياق سبق لبوشعيب لحرش أن قاد إياب نهائي كأس دوري الأبطال، الذي جمع الترجي التونسي ضد الأهلي المصري، وهي المباراة التي نال أعلى تنقيط بعد نجاحه في إدارتها. إضافة إلى ذلك فإن لحرش المحامي بهيئة الدارالبيضاء، ليس فقط ما يميزه هدوءه، وقدرته على ضبط الملعب واللاعبين ومواجهة نرفزاتهم واحتجاجاتهم ببرودة أعصاب الحكم المجرب، ولكن قدرته على التواجد في أغلب فترات المباراة بالقرب من جميع العمليات، تسعفه في ذلك لياقته البدنية العالية، وأساسا شجاعته. وحمل المحامي والحكم بوشعيب الشارة الدولية ابتداء من العام 2008، وعمره حينها لايتجاوز ال36 عاما، حيث قاد عدة مباريات على الصعيد الإقليمي والقاري أبرزها نهائي كأس شمال أفريقيا للأندية البطلة ونهائي كأس السوبر الفرنسي بين ليل ومارسيليا بمدينة طنجة، وهي المباراة التي كانت مثار جدل كبير بعد أن أعلن لحرش في اللحظات الأخيرة من المباراة، وبالضبط في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع عن ضربة جزاء ضد فريق ليل مع طرد مدافع ليل شيدجو ، ما دفع لاعبي الفريق الفرنسي إلى الاحتجاج طويلا (كانت النتيجة حينها التعادل بأربعة أهداف لمثلها)، سيما أن مارسيليا فاز بالمباراة بعد توفقه في تسجيل الهدف الخامس، بينما رفض لاعبو ليل بطل الدورى الفرنسي الصعود لاستلام ميداليات المركز الثاني، لكن حين تمت إعادة اللقطة على قناة «كنال بلوس» اتضح أن قرار الحكم كان صائبا. وفي التصفيات النهائية المؤهلة إلى كاس الأمم الأفريقية 2013 وبالتحديد في مباراة الذهاب بين منتخب الكوت ديفوار ونظيره السنغالي منح لحرش ضربة جزاء للمنتخب الإيفوارى مع طرد جاك فاتي مدافع السنغال، في الوقت الذي كانت فيه النتيجة هي التعادل هدفين لمثلهما، حيث انتهت المباراة بأربعة أهداف مقابل هدفين لصالح الكوت ديفوار. بعد نهاية المباراة وجه السنغاليون أصابع الاتهام للحكم الدولي المغربي بوشعيب لحرش بدعوى أنه حدث تحول في المباراة عندما احتسب الحكم بوشعيب لحرش ضربة جزاء لم تكن واضحة لفائدة جيرفينيو، إذ اعتبروا الأمر احتكاكا عاديا وتظاهرا بالسقوط، قبل أن يتشبث الحكم بقراره الذي أرفقه ببطاقة حمراء وإقصاء للمدافع جاك فاتي عشر دقائق قبل النهاية، وانبرى ديديي دروغبا للضربة بنجاح، قبل أن يحرز الكوت ديفوار هدفا رابعا مستغلا النقص العددي عن طريق ماركس غراديل، غير أن احتجاجات «أسود التيرانغا» لم يأخذ بها مسؤولو الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذين وضعوا ثقتهم في الحكم المغربي الذي عين في مباريات أخرى ليس أقل أهمية. وفي حال أسندت إدارة مباراة النهاية لبوشعيب لحرش فإن ذلك سيكون بمثابة تكرار لسيناريو نهاية كأس افريقيا للأمم 1998، حيث أسندت هذه المهمة للراحل سعيد بلقولة. يذكر أن لحرش يوجد أيضا ضمن أسماء 50 حكما شارك في معسكر تدريبي بمقر الإتحاد الدولي لكرة القدم بزيوريخ السويسرية لإدارة مباريات كأس العالم المقبل. المعسكر الذي كان ركز على اختبار اللياقة البدنية للحكام المشاركين، إلى جانب المشاركة في أوراش نظرية حول تحليل اللعبة من خلال جلسات مختلفة بخصوص علم النفس وأفضل تموقع تكتيكي.