قدم 17 مستشارا جماعيا بتاونات استقالة جماعية من حزب التجمع الوطني للأحرار، احتجاجا على قرار طرد رئيسهم من الحزب من قبل المنسق الجهوي محمد عبو. ووصف هؤلاء المستشارون، في رسالة استقالتهم الجماعية، تصرفات الحاج عبو، زعيم «الأحرار» بالجهة، ب«غير المسؤولة»، وقالوا إن قرار طرد رئيس جماعة بوهودة بدائرة تاونات «قرار انفرادي» ب»ادعاء كاذب في حقه». لكن هذه الاستقالة الجماعية التي أعلن عنها يوم 22 دجنبر الماضي بدأت تتعرض ل»الشرخ» بعدما انسحب أعضاء منها، وقرروا العودة إلى حزب «الأحرار». وسارع محمد الزواق، وهو أحد المنسحبين، إلى تحرير التزام صحح فيه إمضاءه بتاريخ 31 دجنبر المنصرم، وتراجع فيه عن استقالته، موردا بأنه وقع مع المنسحبين قرار الاستقالة في ظروف شابها الغموض والتشويش. ووصف رفاقه من المنسحبين ب«الأطراف المغرضة» وبأنهم «ذوو النيات السيئة». وعبر عن أمله في أن يسع صدر «زعيم» الأحرار بالجهة لكي يقبل عودته إلى هذا الحزب، وأكد بأنه سيبقى «من الآن» وفيا لمبادئه و«نضال منسقه». وتحدثت المصادر عن اتصالات تجرى بين متزعم حركة الانسحاب وبين رموز من حزب الأصالة والمعاصرة لإيجاد الصيغة المناسبة لالتحاق هؤلاء المستشارين بحزب الهمة، لكن رئيس جماعة بوهودة نفى في اتصال ل»المساء» به أن يكون هو ورفاقه قد قرروا الانضمام إلى أي حزب بعينه، مكتفيا بالقول إن كل الاحتمالات واردة. وتعتبر تاونات من أهم قلاع التجمع الوطني للأحرار بالمغرب. ويقدم تجمعيو هذه الجهة على أنهم من أكبر مناصري مصطفى المنصوري، الأمين العام الحالي للحزب، في الصراع الدائر بينه وبين معارضه الوزير صلاح الدين مزوار، أحد الأوجه الحزبية التي تنادي بأهمية الاقتراب من حزب الأصالة والمعاصرة. وبالرغم من قوة الاتهامات التي وجهت له من قبل الرسالة الجماعية للمستقيلين، فإن محمد عبو، منسق حزب «الأحرار» بجهة الحسيمةتازة تاونات، رفض الرد على مضامين الرسالة. وقال إنه يعتبر هؤلاء المستشارين الجماعيين أعضاء مخلصين للحزب وللمنطقة، مضيفا بأنه تم التغرير بهم بضغوطات قام بها رئيس هذه الجماعة رفقة بعض أعوان السلطة. ويراهن محمد عبو على عودة مستشاري هذه الجماعة إلى الحزب بعد تجاوز حالة «الغليان». ويسيطر حزب التجمع الوطني للأحرار على أغلب الجماعات بمدينة تاونات وضواحيها. وتعرف عائلة عبو بأنها صانعة الخريطة السياسية بالمنطقة، لكن دخول حزب الأصالة والمعاصرة على الخط، بدأ يخلق الأتعاب لحزب التجمع الوطني للأحرار بالجهة. فقد عرف انتخاب رئيس جهة الحسيمةتازة تاونات الكثير من الشد والجذب بين التجمعيين وأنصار الهمة، وتأجلت عملية الانتخاب، وأسفرت في النهاية عن انتخاب محمد بودرة، رئيسا للجهة عن الأصالة والمعاصرة، وهو الذي تنافس مع الوزير محمد عبو، الذي كان مؤازرا بأغلبية الأحزاب والنقابات، لكنه انسحب في نهاية المعركة، فاسحا المجال أمام حزب الهمة لقيادة سفينة الجهة.