أسئلة كثيرة ومتكررة كان يطرحها الملك محمد السادس على المكلفين بتقديم الشروحات حول سير المشاريع، التي أعطى انطلاقتها سنة 2008 بمنطقة الرحامنة. مصادر عليمة قالت ل«المساء» إن الملك محمد السادس ركز، خلال الزيارة التي قام بها صباح الاثنين الماضي لمدينة بن جرير، على معرفة طبيعة الفئة الاجتماعية التي ستستفيد من المشاريع المنطلقة بالمنطقة، وكذا التوقيت الذي ستكون فيه هذه المشاريع قيد الانطلاق. ولم تقف أسئلة الملك محمد السادس عند هذا الحد، بل عمدت إلى معرفة ما إذا تم إنجاز شراكات بين المنتخبين والقطاع الخاص والمجتمع المدني والقطاعات الحكومية. «حضور العنصر البشري والعمل التشاركي كانا العاملين الأساسيين اللذين يريد الملك محمد السادس معرفتهما»، يوضح مصدر «المساء». وبالإضافة إلى إعطاء انطلاقة المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة بن جرير، والذي سيمكن من رفع الطاقة الاستيعابية للمعهد إلى 1300 متدرب سنويا، قدمت للملك محمد السادس شروحات حول تقنية جديدة ستعتمد لأول مرة بالمغرب والقارة الإفريقية، وتتمثل هذه التقنية في مشروع تقنية الجيل الثالث 3g، التي ستعتمد في مجال التعليم والصحة والفلاحة. وستمكن هذه التقنية، التي قدمها مغربي كان مقيما بدولة السويد، قبل أن ينتقل إلى المغرب في إطار إدارة شركة «إريكسون»، من تقريب الخدمات الطبية والتعليمية من سكان القرى والمناطق النائية. وقد استمع الملك محمد السادس إلى الشروحات التي قدمها ممثلو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وممثل مؤسسة العمران، وممثل اتصالات المغرب...وغيرها من المؤسسات الموقعة على الاتفاقيات ال12 المبرمة لتنمية المنطقة. وأوضح مصدر من مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة في حديث مع «المساء» أن عددا من المبادرات المقدمة إلى الملك والمنجزة على أرض الواقع لم تتطلب جهدا كبيرا، وإنما تطلب الأمر تجميع الطاقات وتوحيد الجهود في إطار الشراكات، وعقلنة المصاريف المالية، مشيرا إلى أن المؤسسة قامت بتأهيل عدد من الشباب العاطلين، قبل منحهم محلات وقروضا مالية لتحقيق مشاريعهم الخاصة. وعلمت «المساء» من مصادر موثوقة بأن الملك محمد السادس قرر القيام بزيارة تفقدية للمشاريع التنموية والدراسات التي أعطى انطلاقتها في ماي ما قبل الماضي بمنطقة الرحامنة، ظهر يوم السبت الماضي، ومنذ ذلك الحين دخلت مختلف المصالح والمؤسسات في سباق مع الزمن، من أجل توفير ظروف جيدة للزيارة. وقد عرفت الزيارة الملكية للرحامنة حضور عدد من الشخصيات الوازنة، أبرزها، حسن أوريد، مؤرخ المملكة، وفاضل بنعيش، أحد المقربين من الملك، إضافة إلى فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية سابقا.