يبدو مخزون المياه بالسدود مريحا بعد التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في الفترة الأخيرة، فإلى حدود التاسع والعشرين من دجنبر الجاري، بلغ معدل ملء السدود 78.2 في المائة، مقابل 60.5 في المائة في الفترة نفسها من السنة الماضية. ويصل مخزون المياه في السدود، حسب كتابة الدولة المكلفة بالمائة، إلى 12.3 مليار متر مكعب، علما أن قدرتها التخزينية تصل إلى 15.7 مليار متر مكعب. وبلغ معدل ملء بعض السدود مائة في المائة، وهذا ما تجلى على مستوى سدود الداخلة و سيدي سعيد معاشو ومولاي عبد الله و أولوز والمختار السوسي وإيمي الخنق. أما سد الوحدة، الأكبر في المغرب، فقد بلغ معدل الملء فيه 78.6 في المائة، مقابل 82 في المائة في الفترة نفسها من السنة الماضية. ومن شأن هذا المخزون غير الاستثنائي في هاته الفترة من السنة أن يشجع على السقي في ظروف مريحة، خاصة في المغرب الشرقي والغرب واللوكوس و تافيلالت والحوز وتادلة و دكالة، في نفس الوقت الذي سيؤمن الحاجيات من المياه الصالحة للشرب. وتشير مديرية الأرصاد الجوية إلى أن التساقطات التي عرفها المغرب في الفترة الأخيرة، خلفت فوائض على مستوى التساقطات، في العديد من المناطق في المغرب، و تجلى ذلك أكثر في سوس ماسة درعة التي تمكنت من تدارك الخصاص الذي كانت تعاني منه على مستوى التساقطات. ويرتقب أن تفضي التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها المغرب في الفترة الأخيرة إلى توسيع مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب الخريفية، فقد نالت أغلب المناطق حظها من التساقطات المطرية الأخيرة، مما سيساهم في تسريع وتيرة زرع النباتات الخريفية و تدارك التأخر المسجل مؤخرا. فقد أشارت وزارة الفلاحة و الصيد البحري، إلى أن متوسط التساقطات المطرية في المغرب وصل إلى 185 ملمترا، مسجلا ارتفاعا بنسبة 39 في المائة مقارنة بالمتوسط العادي، و عجزا بنسبة 36 في المائة قياسا بالمستوى الذي بلغته التساقطات المطرية في السنة الفارطة. وبلغت التساقطات المطرية التي عرفها المغرب بين السابع عشر و الرابع و العشرين من دجنبر الجاري، في المتوسط، حسب الوزارة، حوالي 86 مليمترا، أي بزيادة بنسبة 47 في المائة مقارنة بالتساقطات المطرية التي عرفها المغرب إلى اليوم. و همت تلك التساقطات جميع مناطق المغرب، حيث تراوحت المقاييس بين 47 و181 ملمترا. وكانت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها المغرب، حسب مديرية الأرصاد الجوية، ناجمة عن توالي اضطرابات جوية همت المناطق الشمالية الغربية والوسط وسوس ماسة درعة، بحيث ترجمت على شكل سحب ركامية معروفة بوفرة التساقطات التي تخلفها. وفي منتصف شهر دجنبر الجاري، وصلت المساحات المزروعة بالحبوب الخريفية، حسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، 2.1 مليون هكتار، أي بانخفاض بنسبة 38 في المائة، مقارنة بالمتوسط المسجل في الخمس سنوات الأخيرة، بحيث يعزى هذا الانخفاض إلى تأخر التساقطات المطرية.